من يخبر “البردوني” عن عاشق اليمن الثالث؟!
رائعةُ أبي تمام، حبيب بن أوس (السيف أصدق أنباء من الكُتبِ *…) حين كانت للأمة قيادة لها كرامة وشجاعة وإباية ضيم وإخلاص لله، رغم العيوب السياسية… أسَرَت ألألباب وأيقظت الهمم وأشعلت الحماس في الأمة، وألقت الرعب والهزيمة في قلوب أعدائها؛ حين كانت الاستغاثة “وامعتصماه” تدوي فتسمع…
ذات “مربد” جاء دور شاعر العرب الكبير وأديب اليمن الخطير عبد الله البردوني، ذلك الكفيف المتقشف الحامل هم اليمن وهموم الأمة، رافعا مشهد أبي تمام وقصيدته “فتح عمورية”، في مشهد هزائم الأمة العربية وتخلفها وابتلاعها الإهانات، بعزة الإثم ومكابرة التضليل…
أنشد البردوني فأطرب وأدهش، وأحزن مَن بالبكاء أجهش؛ وخاصة حين تحدث عن “الحِمَى” الذي هو الوطن والشعب، وعن بطولات الإعلام العربي المضلل:
ما أصدقَ السيف إن لم يُنضِهِ الكذِبُ * وأكذبَ السيف إن لم يَصدُق الغَضبُ!
ثم واصل قائلا، وكأنه يلخص تاريخنا الحديث إلى اليوم:
ما ذا فَعَلنا؟ غَضِبنا كالرِّجالِ ولمْ * نَصدُق وقد صدَق التنجيمُ والكُتُبُ
وقاتلتْ دُونَنا الأبواقُ صَامِدةً * أمَّا الرِّجالُ فمًاتُوا ثَمَّ أو هَـرَبُـوا
حُكَّامُنا إن تَصدَّوْا للحِمَى اقتحَمُوا * وإن تَصدَّى له المستعمرُ انسَحَبُوا!
هُم يَفْرُشُونَ لجيشِ الغَزوِ أعينَهمْ * ويدَّعُـــون وُثُـوباً قبل أن يَثِبُـــوا!
الحَاكِمُونَ و”واشنطن” حُكُومَتُهمْ * واللامِعُـون، وما شَعُّوا ولا غَـرَبُوا
القاتِلونَ نُبوغَ الشَّعبِ تَرْضِيةً * لِلمُعتَدينَ ومَا أجْدَتهُـــم القُـــرَبُ
…..
تَنْسَى الرؤوسُ العَوالي نارَ نَخْوتِها * إذَا امْتطَاهَا إلى أسيادِها الذَّنَبُ
ثم يذكر وطنه اليمن وعاصمته صنعاء، وكأنه رحمه الله قادم منها يومنا هذا: 25 دجمبر 2017م:
“حَبيبُ”! وافًيتُ مِن “صنعاءَ” يَحمِلُني * نَسْرٌ وخَلفَ ضُلوعِي يَلهَثُ العرَبُ
ما ذَا أُحَدِّثُ عَن صنعاءَ يَا أبَتِي؟ * مَلِيحَةٌ عَاشِقاهَا السُّلُّ والجَرَبُ!!
………..
ترى أيهما السل وأيهما الجرب: التحالف العربي والتحالف الحوثي؟؟
وما ذا عن عاشق صنعاء الثالث: “الكوليرا”، الذي وُلد من اغتصاب وسفاح العاشقين المدمِّرين؟؟!!
محمد محفوظ أحمد- من صفحته على الفيسبوك