حكايات المَساجَري … صندوق المتناقضات.
يُودِعُه “الأصدقاء” أشياء كثيرة، جيدة وبالية، طبية وعَفنة،…ومن دون إذْن.
و شمائل الأصدقاء غالبا ما تكون من طينة ودائعهم…
الطريف أنه بعد ثوانٍ من قبولي لصداقة نكرة، تَرفَعُ فورا الكُلفةَ الى الأُلفة،… وتَطرق باب المَساجَري للمؤانسة!.
عادة لا أردُّ ولا أفتحُ إلا ما ندر، ولأسماء ظاهِرُها كباطِنها.. مطلي بالمسؤولية والاحترام.
مرت بصندوقي الخاص نماذج طريفة، مُضحكة، مُحيرة، مُنَفِّرة.. بعضها:
………..
• الفجور في الخصام.
يوم جَدّد شَبَّاط حزب الاستقلال المغربي، القول بعدم استقلال موريتانيا عنهم، غَوَيْتُ مع غَزِيَّة، وكانت رَدَّة فعل غَزِيَّة وقتذاك حادة،…فَمَا كانَ جواب قومهِ إلَّا أنْ أمْطروا بريدي الخاص بسيل من الصُّور الخليعة.. الأسلحة المحظورة أخلاقيا… فاكتشفت معهم أن نذالة شَبّاط تَنْتعل حذاءً شعبيًا بمقاسها.
………..
• تنافر المُعلن والمُستبطن.
حين ضَنَّ الكاردينال المختار الشنقيطي على الراحل اعل ولد محمد فال، بصك غفران وصلاة خَلاص،.. وعَمِدَ الى ما يُماثل سُجود بعديٍّ تنكيلا بميّتٍ،… غَويْتُ ثانيّة مع بعض غَزِيَّة ، فجادلي بعض الرَّعايا من أشْياعه على صفحاتهم و على صفحتي بمنتهى الأدب، وعلى بريدي الخاص…بقِلّةِ أَدَبٍ!، …و لا جديد في حكاية انفصام ظاهر وباطن رعايا الكردنال-المفكر.
………..
• السريالية.
“صديق” بملامح قُدَّت من لا شيء، يَستخدم كلماتٍ عربية بسِمَة كردية أو فارسية، ألْزمَ نفسه برسالة يومية على بريدي الخاص، يقسم لي فيها بأني رجل، “متحول افتراضيا” لامرأة وهمية، ويَعِظني من الاستمرار في انتحال صفةٍ كاذبة!… ويَطْمُرني بالأدلة القطعيَّة على ذكوريَّتي…حتى كدت أتحسَّسُ عنقي مخافة أن يكون قد أشْعَرَ أو أثْمرَ تفاحة في غيابي…
………
• البراءة.
مُراهقٌ ألْفَيْنِي بملامح طفولية طاغية، يُقْدم ويُحْجم في تهجّي ابجدية المغازلة، يتدرَّب عليها حتمًا بَيْن حِصَّتين في الإعدادية ليستوثِق من مَلَكاته في التودُّد، اختار جُزافًا.. فكان صندوقي في مرماه، يُرسل لي: سَلام،.. ثم سَلام!، ثم…أدعوكِ الليلة لجولة في المدينة.. سأشتري لكِ crédit و crêpe ،… ثم يرفع صَغيري سقف الإغراء: أنا عندي سيارة!….بِشارة عظيمة من مُغازلي المتدرِّب!.
…………..
فُرجة!