كريستين والقرآن../ عبد القادر ولد محمد
الدين نصيحة ,,,
استيقظت كرستين ذات فجر علي صوت لم تسمع في حياتها اجمل منه فاذا بها تسبح في سيل من التأملات , قالت في نفسها بعد ان تبين لها الخيط الأبيض من الخيط الأسود لا بد ان يكون شيء ما خارق للعادة وراء هذا الصوت الشجي الذي تخشع له الجبال المحيطة بالوادي ,, حينها لم تكن كريستين علي علم بانها تلفظت بمعني اية كريمة من القران العظيم ,, لقد وصلت بالأمس في وقت متأخر من الليل صحبة زوجها الفرنسي جنسية الموريتاني أصلا و ابناءها في اول زيارة لهذه الربوع الغريبة عليها و كان ذلك نتيجة لجهود بذلها بعض المقربين من الزوج الذين سعوا الي إقناعه و اقناعها بضرورة ربط الأطفال ببيئة والدهم لكي يواجهون فيما بعد انتماءهم الي دين الإسلام الذي صار يعد من اكبر الإشكاليات في المجتمعات الغربية ,,, اشرقت الشمس علي الوادي فنظر قارئ القران الي تلك الغريبة باستغراب و لم يتحمل رويتها فاخذ متاعه و انصرف ,,, لقد جاء الي الوادي قبل وصول كريستين بيومين بموجب عقد ابرمه مع الاسرة المضيفة لها لتدريس القران للأطفال لكنه فسخ العقد محتجا علي و جود ’’نصرانية’’ في المكان ,,,,حول مائدة الفطور روت كريستين ما وقع لها اثناء سماعها لتلاوة القران بالفجر و تحدثت بصدق عن الشعور الذي راودها و قالت انه ادخل سعادة لا توصف في قلبها ,,, لم تعلم كريستين ان القارئ نفر لرؤيتها و لا شك انه صادق في تصرفه حيث انه عمل بمقولة جعل منها عقيدة ثابتة مفادها ان مجرد النظر الي الكفار من شانه ان يذهب النور الذي في وجهه ,,, تورع من المشهد و انصرف الي شانه ,,, و هذا حقه و لكنه لو صبر لربما ادخل كريستين الي دائرة الإسلام بمجرد سماع تلاوته العطرة ,,, لم يشأ الله ذلك و ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن,,,,
قد يمثل هذا القارئ الذي يكفيه فخرا انه من حملة كتاب الله حالة خاصة من منتهي الورع يفر أهلها بدينهم من الدنيا و لا تجد عادة فيهم من يؤذي الناس او من يتاجر بالدين بغية الحصول علي حطام الدنيا ,, و معلوم ان هؤلاء الكرام قليل ,,
اما كريستين فهي نموذج من حالات إنسانية لا يتسع المقام لذكر أنواعها ارتبطت بالدبن الإسلامي عبر علاقة أهلية وطيدة يتعين التعامل معها بالحكمة و بالنصيحة ,,,
فالدين بالأساس نصيحة نورانية وموعظة حسنة و ما لم يتم الحصول عليه من الاقناع بالتي هي احسن عملا بأخلاق الإسلام الفاضلة لن ينال بالكلام الساقط الذي يتلفظ به المنفرون ,,,, و ما اكثرهم
عبد القادر ولد محمد – من صفحته على الفيسبوك