للتاريخ والمستقبل: الأساطير المـــــؤسِّسَة
في مدن العراقة الإنسانية أماكن وعادات للذاكرة تهوي إليها و تهواها النفوس؛وتستجمع منها القلوب شوارد الانتماء وتعيد بها ترتيب شتات الاحبة المغالين في البعد الزمني والقرب المكاني .
إن قواعد العمران تستلزم الحفاظ على مواقع للذاكرة و تجسيمها من المخيال الجمعي و تربية الأجيال على تذكر الوقائع و الأساطير المؤسِّسة الكبرى.
لماذا لا نرى مجسما لتغريبة المرابطين من المحل المناخي و الخصب الإيماني إلى مواطن الخصب الطقسي و الفقر المعرفي حيث أسسوا دولة عظمى بعد إدقاع و جمعوا أمة بعد شتات و رفعوا راية بعد إخفاق .
و لم لا نقيم نصبا تذكاريا لشيخ المجاهدين و عالمهم الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل و للشيخ الامام سليمان بال ونعلي أكاديمية باسم سيدي عبدالله بن الحاج ابراهيم و نفرد ميدانا لبني حسان ونخطط ساحة لقنقارة و تمثالا للناقة و حديقة للنخيل و مكتبة لمحمد سالم ولد عدود و جامعة باسم المجيدري بن حبيب الله و معهدا لمحمد سالم بن ألُماَّ و مسلَّة باسم عبدالله بن سيدي محمود و رواقا باسم الشيخ محمد المامي و مهرجانا باسم محمد بن الطلبة و منارة باسم محمد الخضـر بن ما يأبى و مركز بحوث باسم الشيخ سيد المختار الكنتي و مجمعا يحمل اسم الحاج عمر الفوتي و جائزة باسم سدوم ولد انجرتو و بيرقا باسم محمود مسومة و درعا باسم بكار ولد سويد أحمد و وشاحا باسم بكار ولدهيبة وميدالية هدي بن أحمد بن دمان وجامع بلال الولي و نوط لمتونة و مُرَكب الجيقراف و مطبعة باسم شيخنا محمدي الولاتي و موسم محمد بن عبد الدائم و مجمع محاضر الكحلاء .. وغيرهم ممن لا يتسع المجال لتذكره وذكره.
إن الأساطير المؤسسة و مواقع الذاكرة الجمعية توحد الوجدان و تبعث في نفوس المواطنين روح الانتماء المشترك وتحبب إليهم الاوطان و تغرس في نفوسهم الاعتداد بها …
من هنا نبدأ ..فمتى نبدأ…؟
ناجي محمد الامام
12 تعليقات