كفى نفاقا/ الشيخ معاذ سيدي عبد الله
ونحن نعرف أن صراخ البعض الآن، وهتافه المبحوح من أجل مأمورية ثالثة للرجل، ليس حبا فيه ولا تمسكا به، وإنما هو ردة فعل على حالة الارتباك التي يعيشها النظام وحزبه .. وهو ما يجعل مطالبة بعض البراغماتيين بمأمورية ثالثة هو امساك للعصا من الوسط، فهم أول من يعرف أن التنبؤ بتصرفات الرجل من عاشر المستحيلات،.. وهو إما هو أو هو …
المقربون من النظام هم أكثر شرائح الشعب إحباطا .. فما يحققه ذلك القرب عادة من مكاسب لم يستفد منه إلا ثلة قليلة وقليلة جدا.. وكأن دور البقية هو الهتاف في الزفّة والرقص على إيقاعات المضغ والبلع.
إن من يُؤْمِن بموريتانيا إيمانا صادقا عليه أن يفكر من الآن في ضرورة احترام (ما تبقى من الدستور) وأن يتعظ من حال بلدان كثيرة باض في الاستبداد وفرّخ، وأن ظاهرة النفاق والتطبيل والتصفيق رغم كونها معرّة وثلمة في الجبين، فهي أيضا ظاهرة بدائية تجاوزتها الأمم المتحضرة ..
على الشباب الموريتاني سواء منه موالو النظام الحالي أو معارضوه أن يدركوا أن تقدم الدول ورفاه الشعوب لا يمكن أن يرتبط بفرد، ولا يمكن أن يكون هناك مواطن فوق المساءلة، سواء كان رئيسا أو مرؤوسا ..
كيف تقبلون أن يظل وطنكم مصنفا ضمن البلدان الفقيرة، وهو يملك من الخيرات ما لا تملكه بلدان عظمى؟
كيف ترضون بأن تظل ثرواته قسمة بين عشرة أشخاص، ينتقيهم كل نظام، ويمكنهم من خيرات الشعب، ثم يستخدمكم أنتم لتبرير ذلك والدفاع عنه..
كيف يعجزكم وأنتم بهذا الثراء أن تغنوا ثلاثة ملايين نسمة عن التسول والاستجداء ؟
كفى نفاقا .. كفى تخلُّفا .. كفى بقاء في الحضيض وفِي ذيل العالم ..
دعوا الرجل يرحل وقدموا البديل من أبناء هذا الشعب .. فموريتانيا ليست عقيمة .