ما ذا بعد ؟/ أحمدو لأمين الغزالي
ما ذا بعد ؟
جدد الرئيس الموريتاني السيد محمد بن عبد العزيز الإعلان عن عدم ترشحه للإنتخابات الرئاسية القادمة ، جاء ذلك خلال حديث صحفي خص به الرئيس الموريتاني صحيفة فرنسية كما أوردت ذلك مواقع إخبارية محلية
ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يصدر فيها تصريح مماثل عن الرئيس ورغم أن الدستور لا يسمح للرئيس بالترشح لكن هذا لم يمنع أصواتا كثيرة في المعارضة من التشكيك في صدقية تلك التصريحات والتذكير أنه بالتزامن مع هذه التصريحات انطلقت أصوات من أعلى هرم في السلطة التنفيذية تتحدث عن ” بقاء هذا النظام لأن برنامجه الذي نال ثقة الشعب لم يكتمل بعد ” يضاف إلى ذلك ظهور ” مبادرة ” مؤخرا تدعو صراحة إلى ” تعديل الدستور وفتح المأموريات الرئاسية سبيلا إلى منح الرئيس الحالي الحق في مأمورية ثالثة ”
و يبقى السؤال : كيف سيكون المشهد السياسي بعد التصريح الأخير للرئيس عزيز ؟
من غير المستبعد أن تشهد الأغلبية – غير المتجانسة أصلا – مزيدا من التصدع والشد والجذب وهي التي لم تتأسس في البدء على قاعدة تمكنها من إدارة التناوب بشكل سلس
وفي الضفة الأخرى لا يبدو وضع المعارضة أفضل خاصة أن الأخيرة أضاعت وقتا كثيرا في التشكيك ومحاكمة النيات والتفرج على صراعات الأغلبية بدلا من تنظيم الصف والتحضير المنظم وتقديم رؤية واضحة للتعامل مع الاستحقاق المرتقب
ولئن كانت الأغلبية تشكو من التنافر بين مكوناتها وغياب خط ناظم يجمعها اللهم إلا الالتفاف حول شخص أوبرنامج الرئيس محمد بن عبد العزيز ، فإن المعارضة هي الأخرى أبعد ما تكون من الانسجام والتآلف بل هي اليوم ملل ونحل وعناوين كثيرة متفرقة ، ففيها: المقاطعة والمحاورة والمسؤولة والناصحة والناطحة ” والنطيحة والمتردية وما أكل السبع ” .
تعليق واحد