كلما دعا داع إلى ترسيم العربية رفع وديعة شماعة الانسجام الوطني/ محمدن الرباني
يرى أستاذنا احمدو وديعة ان “خلافنا ليس حول مكانة اللغة العربية وإنما في مكانة اللغات الأخرى وفي طريقة تقديم العربية ترون-حسب ما فهمت- أن تكون العربية هنا لغة وحيدة وتعتبرون ما سواها رطانة ، في حين أرى- والله حسيبي- أن هذا البلد متعدد الأعراق والثقافات وأن الأحادية اللغوية لا تصلح معه خصوصا بعد ارث عقود من تقديم التعريب بالنار واللهيب.
لأهل هذه البلاد في الموضوع اللغوي خياران؛ أما ثنائية لغوية أو رباعية لغوية وقد كنت أظن أن الأجدر بفقيه مثلكم اختيار الأيسر وما هو بإثم؛ أعني طبعا أن تظل العربية لغة رسمية وأن تكون الفرنسية لغة ثانية في الإدارة والتعليم في انتظار أن يتم ترسيم لغاتنا الوطنية الإسلامية الثرية الجميلة، البولارية والسوننكية والولفية”
وأرى انه ذا كان هذا موقف الاستاذ وديعة فإنه -ولتسمح لي- لم يحسن التعبير عنه ولم يصدح به.
فلم نطلع له على تدوينة تطالب بان تكون اللغة العربية لغة اولى في الإدارة وفي العمل، والواقع مستجد لذلك ومستحث على الصدع به، وكلما دعا داع إلى ترسيم اللغة العربية وجعلها لغة إدارة وعمل رفع الأستاذ وديعة شماعة الانسجام الوطني وحقوق شركاء الوطن، وكثير من الذين يجأرون بالدعوة إلى ترسيم العربية وجعلها لغة الإدارة لا يريدون هضم حقوق ٱخرين.
والٱن وقد اتفقنا نظريا على ضرورة أن تكون اللغة العربية لغة اولى في الإدارة والتعليم ألا يكون من المناسب لما عرف عن الأستاذ وديعة من النضال عن قناعاته ان يناضل حتى تكون اللغة العربية لغة اولى واقعيا في الإدارة والتعليم حتى إذا شطت ورامت الاستبداد ناضلنا تحت رايته لتكون اللغة الفرنسية لغة ثانية.
إن من يغمض عينيه عن واقع اللغة العربية ويتهجم على المدافعين عنها يفند عمليا كل ادعاء منه بشأن احترام اللغة العربية وجعلها اولى، فالفرنسية هي لغة الإدارة والعمل وهذا ظلم لا مسوغ له وكم فقدنا من مواهب وإبداعات تتمثل في شباب عرب وزنوج تخصصوا في مختلف المجالات وكانوا مميزين ثم أغلقت أمامهم السبل هنا لأن لغة العمل غير اللغة التي درسوا وتكونوا بها، ولعل حظي من الفقه لا يريقى إلى ملمح التيسير في جعل اللغة الفرنسبة لغة إدارة وعمل، فملمح الإثم فيه ابين من التيسير لما يترتب عليه من إعزاز لغة الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله وإذلال اللغة التي جعلها الله وعاء كتابه ووسيلة تدبره.
كما نختلف في تقويم مسار المطالبة بالتعريب ففي الوقت الذي يسمه استاذنا وديعة بمسار اللهيب والنار لا أحتفظ له بهذه الصورة السوداوية ولا ارى القوميين الفرانكفونيين اعذر من القوميين العرب.
اخيرا من المهم أن ندرك أننا لسنا اول بلد تتعدد فيه الأعراق فلننظر الأمم المتعددة كيف سيرت هذا التعدد وهل ادى ذلك يوما إلى هضم حقوق الأغلبية لصالحةحقوق الأقلية بلغة أجنبية على الجميع.