فى الثقافة الأمريكية للرقص والغناء مكانتيهما فى كل تفاصيل الحياة،، بل هما جوهر حياة الأمريكى والبقية تفاصيل، فلا غرابة إن رقص “لارى آندريه” أوعزف وغنى جيمس دودمان -بل يبدو أن جمع الإسمين يناسب اسما لفرقة موسيقية- فالإثنين أبناء الثقافة آنفة الذكر وسفراؤها وكل إناء بالذى فيه ينضح. موجب الكلام اعلاه صوّر تبادلتها الأعين، يظهر الأول فى احداها راقصا، وفى اخرى يمسك الثانى آلة عزفه، لكنه -أى الكلام اعلاه- يفيد نتيجة عكس التى اريد، فمحله الأمريكى العادى فى بيته أو حانته فى ليل عطلة الأسبوع، أو فى الشارع خلال مناسبة من مناسبات فرحه الكثيرة، فلم يُقتر الأمريكيون على انفسهم فى أيام الفرح خلال العام بل جعلوا جل أيامه أعياد، كما أن لكل منهم على حدة أيام تعنيه مؤشرُ عليها فى “كلاندريته” تزيد عدد مجمل الأعياد،، أيضا تختلف طقوسه وطرقه وآلياته كثيرا عما يظهر فى الصورتين، كما أن الرقص والغناء- على أهميتيهما لديهم – لم يدخلا بعدُ فى مهام سفراء الولايات المتحدة -المعلن عنها على الأقل- ، كما أنهما لمّا يدرجا بعد فى مقررات الدراسة فى التخصصات ذات صلة بالدبلوماسية، وإن كان “التصفيق” يدّرس كجزء من مادة “لبرتوكول” فى معاهد التكوين الدبلوماسي.
وبما أن الدبلوماسية الأمريكية – مجسدة فى سفراء أمريكا- لا تتصرف عبثا أبدا، وقناعة منى أن السفيرين لم يدفعهما لهذ(كلت لامبيانص) فى بلدهما، وقياسا -عكسيا- على تقنية 3D أو الأبعاد الثلاثة للصورة، اعتقد أن هاتين الصورتين لهما خاصية البعد الواحد، وأنه بعدٌ تجب إثارته والتساؤل حوله. فالأكيد أن السفير لارى آندريه يستمتع برقصات: السوينغ، والفاليس، والرومبا، والباليه، أكثر من الرقص بالطريقة الموريتانية، ويرتاح له على المسارح وفى الحلبات أكثر منه على “أدركْ” وفى “المرجع” وتحت الخيمة،، نفس الشيء بالنسبة لخلفه السفير مايكل جيمس دودمان، فهو أيضا لن يُطرب لولد عوه وولد بوبه جدو أكثر من لويس آمسترونغ، واسكوتى مور، وداى فوغى ،، كما لن يثيره شكل “التدينيت” أكثر من الكمان والغيتار ولبيانو.
وعليه فللبحث فى ذلك البعد -محل الحديث- يكون واردا- من بين أمور اخرى- النظر فى أمرين لفك لغز ذلك البعد ومعرفة على ماذا رقص الأول؟ ولمن يغنى الثانى؟، هذين الأمرين هما: الماضى المهني للرجلين، وطبيعة مهامهما السابقة، ثم وضع البلد والمواضيع المطروحة فى ساحة النقاش فيه، بالنسبة للأول، والمتوقع من ذلك بالنسة للثانى.
ماضى السفير لارى آندريه وواقع المناطق التى عمل فيها” جيبوتى” شمال السودان”.. ، ثم طبعية العلاقات التى نسج خلال إقامته فى نواكشوط “افلام”، بعض متطرفى “ايرا”، قادة حركة وخطاب “الإلحاد” الجديدة، وكذلك نوعية المواضيع التى كثر فيها الحديث خلال فترته، كلها أمور تقول أن الرجل كان يرقص على “وتر” التفرقة ولا شك أن موسيقاه كانت صاخبة خلال فترته،، إذن هو أبدا لم يكن ” اهريلة”. أما السفير مايكل دودمان،، فجل – إذا لم نقل كل- وظائفه السابقة تتعلق بالإقتصاد والطاقة فى مجال العمل الخارجي، وخصوصا فى أروبا الشرقية، كما عمل مستارا فى هذ المجال لعدة هيئات، والمتوقع من حال البلد خلال فترته فيه أن يكون طابع الحديث والحدث فى نفس المجال، فالحديث عن الاكتشافات دائر مسبقا، والتاريخ المتوقع للإستخراج موافق لزمنه، إذن هو أيضا لا يغنى أبدا على “امباله” بل يغنى على “الغاز” وهو ليلاهُ وليلى أمريكا خلفه. ختاما إذا كنتُ وفقتُ فى قراءة جزء من البعد الواحد للصورتين، فالحمد لله الذى وقانا مكر “رقصة” السفير السابق، ونرجوا أن يحفظنا بأس “غناء” السفير الحالى،، وإذا لم اكن كذلك، فبحثوا عن هذ البعد لأنه قطعا موجود، فلا آندريه بلغ من التأسى بسلفنا درجة يسعى لأن يكون مضربا للمثل فى “زين اركيص” لدرجة أن تربط زوجة أمير رضاها على الأمير بأن ترقص لها سعادته، ويمتنع هو عن ذلك بذريعة أنه “مايبقيلو كبر الشهود” ولا “يرظاو بيه لعليات” ،، ولا جيمس يطمح للمشاركة فى برنامج “حواص الشور” أو الفوز بجائزة مسابقة” المداح.