قبل أن يقفزوا من السفينة
في الساعات الأولى من يوم 3″اغسطس 2005 كان هناك حزب مليوني يضم كل شيوخ القبائل و كل مشائخ الطرق الصوفية وغالبية المثقفين (باستثناء قلة قليلة ظلت قابضة على الجمر ) و كل علماء الدين باستثناء من هم داخل السجون وكل رجال الأعمال وكل التكنوقراطيين والبيروقراطيين يضاف اليهم الآلاف من المنتفعين والانتهازيين وممتهني التملق كل ذلك تؤطره وتغذيه اجهزة الدولة عبر آليتي الترغيب والترهيب ليسبح الجميع بحمد رئيس الحزب الذي “من مثله سيد”؛ “باني النهضة” و “محرر الطاقات” و و”ناشر التعليم والتقنية” و “ماحي الأمية” و….. . لكن مع تسلل خيوط الفجر الأولى و تناقل الأخبار عن تغيير في هرم السلطة لم تعد تلك الحشود ترى بالعين المجردة اذ تبخرت تبخرت وذابت كقطعة سكر في الماء و في الوقت الذي كان فيه رئيسهم وولي نعمتهم محلقا في الجو لم ينزل بعد الى اليابسة كان قادة تلك الحشود ممن كانو يحشرون الناس ضحى لتقديم فروض الولاء يتقدمون مسيرات التأييد لمن انقلبوا عليه قائلين فيه وفي عهده مالم يقله مالك في الخمر . واليوم يحدثك أحدهم عن الرقم المليوني لحزب “الحاكم” وهو يعرف قبل غيره أن من يتصدرون المشهد كانوا السباقين الى القفز من السفينة كل ما تغير ربانها .
187 تعليقات