حديث أبي نعال/ ذاكو وينهو
حدثني ابو نعال قال : خرجت يوما لزيارة احد الاخوان , فاذا انا برجل قصير القامة , مفـــــــتول الساعدين , متباعد الرجلين , اصلع الراس , كث اللحية , فيها رزم شيب متفرقة , واسع الفم , قصير الرقبة كأن راسه وضع على صدره , ولما هممت بجوازه امسك ساعدي بعنف وقال الـــى اين؟ قلت الى حيث تسوقني قدماي , ولم احدد الهدف بعد…فقال : انا ابو اللقم وكنت إخالك منهم , قلت ومــــــن هم ؟ قال العشاق وضحك ملء فيه , حتى سال منه لعاب كثير حاول ازدراده بزاوية ملتقى شفـــتيه , فلم يفلح , واحدث صوتا منكــــــــــــــــرا , واردف : عشاق المائدة…قلت : هبني منهم , قال : اذن انصحك….اعلم حفظك الله , ورعاك , ان الناس في الدعوات الجفـــــــــلى ,
اشكال وطبقات …وان لكل صنف من الناس ما يناسبه من الطعام والخدمات , فــــاذا قدر لك ان تحضر تلك الموائد , فتريث , ودقق قبل ان تقدم , وأجل الطرف في كل ناحية , حتى تتحقق من المجموعات , ثم اختر واحدة من ثلاث في ايها كنت فزت …
واحذر اربعا ….احذر الحلقة السفلى , وهي عادة من العاطلين المحليين , الذين لا يوقر صغيرهم كبيرهم , ولا يرحم كبيرهم صغيرهم , جل احاديثهم قهقهات عالية , تقطعها الفاظ نابية , هذه هي حلقة الانتظار, نصيبها الفضل , وهو عظام جردت من لبا سها الا ما تخفى , وعجزت الاظافر عن الوصول اليه , هذا اذا لم يختطفه بعض شياطين الاطفال المتربصين بها من كل جانب , وهم فرسان هذه الميادين , هذه الفــــئة لاتحلم بفراش طعام , ولا مغسل , ولا تشم رائحة التمر , ولا تسمع صرير الكؤوس , وتشرب من مـــــــــاء المغارج بعد قنوط…تليها الحلقة المتضخمة , ويكون فيها واحد او اثنان من بسطاء الاعيان , الذين لم يبرحوا الحي , جلب عليهم سمت الاستكانة , وتقبل ما تجود به الظروف , والرضا بالدون , استخفاف الناس , اذا سلمت عليهم رد كبيرهم قائلا (وعليكم بالسلام ) , اكثر احاديثهم رواية كرامات الاسلاف , وحكايات ابطال المصارعة في قديم الزمان , و الاطفال وحدهم المستهلكون لهذا النوع من القصص , تعاني من الازدحام واندساس الصغار فيها لهوان قدرها , وهي لا ءايسة ولا ءاملة , لكنها بائسة , قد تجد قصعة طائشة , اكثر ما فيها مصارين وقطعة كبيرة من الشحم , وقطعة لحم مجهولة العضو , يغمزها احدهم بظفره , فتنزلق كالكرة , بعيدا لتغافل جليسا ءاخر , فتستقر في حجره , يتناترها الرجال , لكنها تبقى عصية متمنعة , وقد يسقط المتناترون كل على قفاه لرفضها الاستجابة لضغط الاصابع… هذه الحلقة لا تجد فراش طعام , ولا موسى , ولا تغسل , وتمرها حشف متقعر كثير العثاء…الحلقة الموالية هي الحلقة المنكتة , تعمد الى الفكاهة , تعوض بها طول الانتظار , عيونها شاخصة الى غرفة العمليات وتحضير الطعام , تتحدث تارة عن التاريخ , كايام ولد امسيكه , وتحصي من ولد من اهل الحي عام موته …وتروي تافه الاخبار , وتتميز بالجراءة على الطلب , لم تطل رحلة اصحابها مع القرءان الكريم حيث توقف ابعدهم مدى عند (عبس وتولى..) يقولون في الرفع من الركوع (سمع الله لمن حمدن) , تخلفوا عن ركب الدراسة , ويدعون انهم حسنا فعلوا , وربما حنا عليها بعض المنظمين , وتجد فراش طعام تكرر استهلاكه , رغم انه من الصنف الذي لا يستهلك الا مرة واحدة , وتغسل قبل الاكل لابعده , وبلا صابون , ونصيبها من اللحم , من الشاة الرابعة هبوطا , وهو في الغالب “حصير من الاضلع الرديئة” متفاوتة الحجم , مع بعض المصارين , ويحشر لها كل محرم على المصابين بارتفاع ضغط الدم وامراض القلب والمعدة , فتتقبله راضية شاكرة , وتشرع معركة امضى سلاح فيها الصمت حتى ياتوا على ءاخره ….تليها الحلقة المتوسطة , ولاصحابها حظ يسير من الثاقفة يسمح لبعضهم ان يحدثك عن زرك “وي ونون” “وول حرم وول يحيى انجاي ” , بل تتجاوز هذه المرحلة الى التلفظ بالفاظ فرنسية , سبيلا الى التفوق على البلديين , انصاف الاميين , يقولون من حين لاخر ” جنوم كسكي تبرانه…. إيسي سيل تبلى….ايمبسيل…ركاردى اموا سبوفر…”
jeune homme qu’est ce qui te prend..ici s’il te plait..imbessile…regardez-moi ce pauvre….
, هذه الحلقة تقدم لها بعض الخدمات بعد لج , وتختار لها الاعضاء الصلبة , مثل ” الكسروات و”اشواكل” وكل ما يستعصي على اصابع واضراس اهل الحظوة – جعلني الله واياك منهم – , و موساها موسى خبز , لا موسى لحم , ويقدم لها تمرصلب بلا جبن , وتشرب البراد الاخير من شاي بلا نعناع , رغبة من الخدام في تفريغ ” البراديد” لا اكراما لها , ويغسل افرادها بعد الاكل متفرقين كل بمجهوده الخاص ….