أنا ابنة نزيل “اشلخٍ”ْ وسأبقى موريتانية رغم أنف الرئيس /محفوظه زروق
عندما تحدثك نفسك بأنك شخص غير مرغوب فيه، بل أنك لا شيء لأن رئيس الجمهورية وحده من يحدد هويتك رغم أنه لا يتقن قراءتك ولا قراءة طلبك لاسترجاع جنسية بلاد رسمتَ خريطتها على عتبات قلبك، تعرف طرقاتها وشعابها، عاش أجدادك في الخيام على ربوعها وتحت رمالها الْيَوْمَ ينامون، ولدتَ فيها وتربيتَ ودرستَ، بنيتْ علاقتك بها على أساس من الصدق لا يتطرق إليه التزعزع فهل يا ترى يكون الإستمرار في الصبر أفضل علاج لمثل هذا الإحتقار؟ فإلى الله المشتكى وإلى التاريخ أوجه هذه الكلمات:
إنني أكتبٌ هذه الكلمات وأنا أفكر في كوننا نقترب من غرة رمضان وأنني سأرحل يوما وتبقى هذه الكلمات و الكلمة تدل على صاحبها حيث لا شيء يصغر الإنسان عند الله وعند الناس كبذاءة اللسان مما جعلني أتغاضى عن الكثير مما ورد الْيَوْمَ من كلمات يكمن بين حروفها سم الثعبان لكن بما أن الرئيس قرر أن يكون رئيسا رغما عنا فإني قررتٌ أن أكون موريتانية رغما عنه مهما تجاهل ملف طلبي لإسترجاع جنسيتي الذي وضع على مكتبه منذ سنتين …ومهما تعبتٌ ماديا من تسديد تكلفة تأشيرة الدخول إلى وطن استوطن من الوريد للوريد ولن أتخلى عنه مادامتْ أنفاسي تتردد في صدري ومهما ظل الكثير من سكان الكوكب الإفتراضي عن ظلمنا غافلون ومهما تعبتٌ نفسيا من التنقل إلى سفارة لا أسقي عندها من ماء أو أزاحم الأجانب على التأشيرة في المطار كالمستجير من الرمضاء بالنار ومهما تقمصتٌ شخصية الأجنبية سأبقى كما أنا موريتانية الأصل واللون والنسب فيا حسرة على العباد!
طالما سمعتٌ جدتي تستغيث بأجدادي فتقول: يا بويَ بٌوبٌوهْ إِعْزَارَ الْعَدْلَة الْبَيْظَة ! فهل تعرف يا سيادة الرئيس أين تقع هذه المنطقة من الأرض؟ وكيف يعيش سكانها؟ تستغيث عمتي بجدي أحمد ولد زروف اعزاز الشلخَ وأنت طبعاً لا تعرف أين الشلخَ ولا تعرف كم يحتاج سكان التيدمات للماء الشروب، تستغيث أخرى بجدي الطالب أحمادو اعزار ادموش فأين تقع ادموش يا سيادة الرئيس؟ تستغيث أخرى بجدي سيدي ولد إياي اعزار تجكجة ألا توفر الماء لسكان تجگجة يا سيادة الرئيس؟ تستغيث أخرى بجدي الفقيه محم وجدي الأكبر الطالب محم ولد أبيجَ اعزار شنقيط أتتفقد أحوال سكان شنقيط كل ليلة كما كان يفعل عمر مع رعيته؟ ألا يكفيك هؤلاء لتجد صلة دم تربطني ببلاد الملثمين؟ بالإضافة إلى أني أعرف هذه المناطق وأنت لم تسمع بها من قبل فأينا يستحق أن يكون موريتانيا أيها الرئيس؟ ثم إني من هذا المنبر أدعوك لمبارزتي في كل اللغات الوطنية ماعدا الألفية لأنك مغربي ولدتَ وتربيتَ على أرض السنغال!
عليك أن تعلم يا سيادة الرئيس أنني ماكنتٌ لأتصدى لرجل في سنك لولم تكن رئيسا للجمهورية ولو لم أشعر بالظلم، فاتقي الظلم وضع الأمور في نصابها لأن القانون كالموت لا يفرق بين الناس كما أن القدر يبدع في تصفية الحسابات وتاج القيصر لا يستطيع أن يحميه من الصداع !
لستٌ من أصحاب الكفاءات ولا أحمل شرارة المعرفة لكن الفضول يدفعني إلى معرفة ماذا ستقول حين تٌسألٌ عن تعب العقول الموريتانية المهاجرة وهي تدفع ثمنا غاليا كلما أرادتْ أن تنقل المعارف المكتسبة إلى وطنها الأم حيث ينفق كل من سعته في مجاله ولا يملكون من الثروة غير المعلمات المخزنة داخل أدمغتهم رغم طموحهم الذي يعانق شعاع الشمس فهم على يقين أن العقل يتعذر اكتسابه عن طريق المال عكس ما يعتقده الذين يتسلقون على أكتاف الوطن ويسعون في الأرض فسادا ليبرهنوا لنا أن الإنسان يصنع الثروة وما صنعتْ الثروة إنسان.
كامل التضامن مع الأطباء. واعانكم الله جميعاً على صيام وقيام شهر رمضان وكل عام وأنتم بخير.
محفوظه زروق- من صفحتها على الفيسبوك
تعليق واحد