مهلا أيها الأطباء، نيرون مات، ولم تمت روما!/ خديجه سيدينا
فكر ودبر بطريقة يشغل عنه الجميع حتى يخلو له وجه مقدرات البلد وخيراته ومداخله،فاستشار وزير المكوس،فأشار عليه بإصلاح الحزب!ففرح سيادته بالرأي،فالحزب فاسد فاسد، وإصلاخه يتطلب وقتا طويلا ستنتهي المأمورية قبل أن يصلح! انشغل الجمع من حكومة وشعب،فى مرحلة التشخيص ثم التسجيل ثم التنصيب وما يصاحبه من تجاذبات قبلية وجهوية وتنابز وشحان ثم معارك وفتن!
أطل نيرون من شرفته العالية،يستمع بالهدوء التام، لا يكسره إلا ضحكاته حين يتذكر بلادة وبلاهة هذا الشعب!
وفجأة كسر الصمت بضجيج،وأرسل من يستفسر؟،قيل له الأطباء مضربون على الوضعية الصحية المزرية وظروف عيشهم!
فنادى الوزير وحذره من الاستجابة لمطالبهم فإن فعلت،فستشجع آخرون على المطالبة بالحقوق! بل اقطع رواتبهم ،وابحث عن أطباء بديلين من خارج روما،وأعطهم أضعاف رواتبهم!،على الأقل لن يطالبونا بحقوق مواطنة!،إنها أنجع طريقة أشار علينا بها وزير الجباية والمكوس،وقد طبقناها عند احتجاج الحمالة،أتينا بأجانب حلوا محلهم،وكذلك إبان احتجاج الخبازة، وعمال البناء والصيادين،جئنا ببديل عنهم لا نسمع منهم كلمات من قبيل “حقوقنا كمواطنين”,! وكذلك فعلنا مع:المدرسين أغرقناهم بالعقدويين،ولما احتج الأخيرون لأجل بعض الحقوق أغرقناهم أيضا بما يسمي “مقدمي خدمات” الذين لا يمكنهم مطالبتنا بأي حق!
صعد نيرون هذه المرة إلى شرفته العالية وأشعل غليونا،ثم تابع باستمتاع احتراق روما!
وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى ،
وقالوا : أنت قاتل !
أخذوا طعامه والملابس والبيارق
ورموه في زنزانة الموتى ،
وقالوا : أنت سارق !
طردوه من كل المرافيء
أخذوا حبيبته الصغيرة ،
ثم قالوا : أنت لاجيء !
يا دامي العينين والكفين !
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
ولا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما …
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل ..!
99 تعليقات