بؤس النزهاء الأكفاء ورفاهية “موظفي النقطة”
من المؤلمات المحبطات أن ترى رجالا تعرفهم بعلمهم ونزاهتهم وكفاءتهم ووطنيتهم النظيفة… يترجلون في عز قوتهم وعطائهم بالإحالة الميكانيكية على التقاعد، غير ماسوف عليهم ولا مسؤول عنهم؛ كأن لم يكونوا شيئا مذكورا نافعا غير ضار…
جيل من الموظفين اللامعين ذوي الحماس والجد والعطاء والزهد والنزاهة… يخرجون إلى الشارع بدون أرصدة ولا منازل ولا سيارات ولا عقارات ولا قطعان ماشية ولا أسف عل شيء من هذا!… مع أن أسباب ذلك المعروفة الآن (من بتزاز ورشوة ومحسوبية) لكانت بين أيديهم لولا المهنية والضمير.
وبدلا من تكريمهم والثناء على ذكرهم والتأسي بفاضل أخلاقهم… ترى دوائرهم تتنفس الصعداء، تخلصا منهم واحتفاء بخلف على نقيضهم في كل شيء…!
اليوم التقيت في الشارع “ولد ألما” راجلا “راجلا”، فبادرته قائلا: لا بد أنهم في الإعلام والإدارة قد “استغنوا” عن خدماتك، وقطعا انت سعيد وقانع بذلك!
داعب لثامه وابتسم كالعادة، ومضى في ثقة وقوة، يقي بلثامه الأسود العتيد غبار وغازات السيارات الفارهة التي تتعاقب من حوله تحمل “موظفي النقطة” ( تلميد النقطة مثل للجهل) وأبناء وبنات المسؤلين والضباط الجدد والسماسرة والاخدان…!
ما هي الدولة… غير هذه؟!!
محمد محفوظ أحمد من صفحته على الفيسبوك