تأملات../ محفوظة زروق
بدأتْ العشر الآواخر من رمضان وقد قضيتٌ العشرين أمارس لعبة القط والفأر، أتغنى بجراح الماضي في مدرسة الحياة التي تكرر عليّ نفس الدرس مما جعلني ألدغ من نفس الجحر مرتين وألف مرة أتعثر بنفس الحجر ..وليت الحياة علمتني كيف أرفع من قدرتي على إدارة العقل في مواجهة المواقف الحياتية كالتعامل مع إساءة النفس البشرية التي تدفع الفاتورة من أعصابي فإما أن أهمس لكم على هذه الصفحة كل مرة أو أحدث عدة ثقوب في جسمي تتسرب منها هموم البشر!
في الحقيقة أنني لا أبحث عن عيوبي في عيون الآخرين بقدرما بحثتٌ عن سبب تقلبات مزاج البشر فهذا عدو الأمس صار صديق الْيَوْمَ وحبيب الأمس حاله يتقلب” وَ مِنَ النَّاسِ من يٌعْجِبٌكَ قَوْلٌهٌ في الْحَيَاةِ الدٌّنْيَا وَيٌشْهِدٌ الله على مَا في قَلْبِهِ وَ هٌوَ أَلَدٌّ الْخِصَامِ …” فالإنسان كائن معقد لن أستطيع شرح أحواله في سطور مهما أطلتٌ الوقوف مع النافذة ومهما تأملتٌ هذا الظلام!
ما كنتٌ أظن أن تأمل حفيف الأغصان في سكون ليلة عظيمة فتنة عظيمة لها عواقب وخيمة وما كنت أظن أن أنظر إلى السماء بعد اكتمال البدر فلا أرى النجوم ولا القمر، لا أرى غير سواد ستائر الليل وحين أعود إلى غرفتي في لحظة سكرة صوفية في زوايا الحزن المظلمة لاحتْ لي الخطايا في ثياب رثة فتبين لي الرشد من الغي وعفوتٌ عن العباد وربي عفو يحب العفو.
إلهي إليك رفعتٌ حاجتي وأنت بها أعلم ، تعلم أنني لا أفكر في الانتقام و أنت المتدبر ولا أريد أن أكون البعوضة التي تدمي مقلة الأسد بل ابتغاء وجهك صفحتٌ عن الأسد وهمي الوحيد أن يتغمدني الله برحمته فأحصل على موطئ قدم في الجنة وألتحق الليلة بقائمة العتقاء من النار ” وَ مَا عِنْدَكٌمْ يَنْفَدٌ وَ مَا عِنْدَ الله بَاقِ…”