ابن عربي وليلة القدر/ الحسن مولاي علي
شن بعض المعلقين هجوما كاسحا على خلاصة الجمع بين النصوص والمرويات بشأن تحديد ليلة القدر، كما فصلها المرجع الصوفي البارز محمي الدين بن عربي الحاتمي، في بعض كتبه وبعض قصائده، وكنا نشرناها فجر اليوم تعميما للفائدة؛ ولقد طال الهجوم العنيف ابن عربي نفسه، فاتهمه المعلق في دينه؛ فتطلب الأمر الرد الأولي المحايد، ريثما ينهض بالرد أحد أتباع الرجل:
لقد
تسلل إلى أمتنا التي عاشت حالة طوارئ مستمرة، لا تزال مستمرة، منذ أيام التدافع القبلي الدامي على السلطة، خاصة بين آل الحكم بن هشام، وآل العباس بن عبد المطلب، تسلل إلى أمتنا أسوأ تقاليد وممارسا تالإمبراطوريتين الرومية والفارسية، ومنه شكل نظام الحكم، والتدافع الدموي على العرش، والإقصاء الممنهج لكل الخصوم المحتملين باسم الدين..
كان السلاطين الفجرة، طوال تلك الحقبة الممتدة، يوزعون التكفير والتفسيق ويلصقون تهم”الزندقة” بكل من يظهر الناس ميلا للالتفاف حوله، لأي سبب كان، ثم يقيمون له محاكم التفتيش، فينزلون بع العقوبة القصوى، فتكون شنقا، أو صلبا، أو حرقا.. فهل من الورع في الدين تقليد أولئك الحكام الفسقة في تراثهم الكريه، وإلحاق تلك التهم على عواهنها، دون أن يظهر للناس كفر بواح لهم فيه من الله برهان؟!
ثم إن الرجل الذي تحدث عنه المعلق، هو مرجعية عليا لعشرات الملايين من المؤمنين بربنا ورسوبنا، المصلين إلى قبلتنا، الممارسين للشعائر والطاعات، من مختلف المدارس الروحية الصوفية (ولست منهم) فمن الخطأ والخطل والخطر، القول بإخراجهم من ملة الإسلام، وهم مادة غالب الشعوب المسلمة المغلوبة على أمرها..
وبالعودة إلى ليلة القدر، فإن هذا المروي عن محي الدين بن عربي، موري قريب منه عن شيخ السلفية شيخ الإسلام بن تيمية، الذي لم يعدم هو الآخر من يتطاول عليه ويصمه بالمروق والزندقة؛ وهو فضلا عن ذلك يقرب بين الأقاويل المفتقرة- كل على حدة- إلى حجة بالغة؛ بالقول إنها في رمضان، وفي الأوتار، وفي العشر الأواسط، وفي العشر الأواخر..
إن نصوص القرآن الكريم، والآثار النبوية، والتفاسير، ومحاولات الجمع، والاجتهادات المختلفة، تتحدث عن ليلة مباركة، فيها تنزل القرآن، وفي صبيحتها نشبت معركة الفرقان وكانت يوم 17 من رمضان، وهي منتقلة بين الأوتار، وقد اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم تحريا لها في العشر الأواسط، ثم جعل اعتكافه في العشر الأواخر… فبأي طريقة- غير ما قال ابن عربي- تجمع بين كل ذلك؟؟ هل تجد طريقة للجمع؟؟
رمضان كريم
من صفحة الكاتب على الفيسبوك