عن وزير الخارجية الموريتاني الجديد:”ابن الشيخ” ودبلوماسية الوقت الضائع
أعلن يوم اﻹثنين (2018/6/11) في العاصمة الموريتانية نواكشوط، عن تعيين الدبلوماسي المحترف والمبعوث اﻷممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد وزيرا للخارجية، ضمن تعديل وزاري محدود.
ويعتبر هذا من التعيينات النادرة لذوي اﻻختصاص، في هذه الوزارة السيادية
المهمة والحساسة، منذ عهد وزير الخارجية اﻷشهر المرحوم حمدي ولد مكناس (1978 – 1969).
وإذا كانت الدبلوماسية هي فن التعامل مع المواقف واﻷحداث ومع الناس على اختﻻف طبائعهم وانتماءاتهم، فقد اكتسب ولد الشيخ أحمد، الذي ينتمي إلى جيل اﻻستقﻻل (مواليد 1960)، خبرة عملية على مدى 28 عاما، في العديد من المناصب والمهام الدولية ضمن هيئات اﻷمم المتحدة، حيث عمل في صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وتولى منصب مدير إدارة التغيير بالصندوق في نيويورك، ثم نائب المدير الإقليمي لليونيسيف في شرق وجنوب شرق آسيا، كما شغل منصب ممثل اليونيسيف في جورجيا.
وخلال الفترة (2012 – 2008) كان المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، قبل أن يتولى المهمة نفسها في اليمن (2014 – 2012). وفي مطلع 2014 عين نائبا لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، ثم اختاره الأمين العام للأمم المتحدة في ديسمبر من نفس السنة ليكون مبعوثه الخاص لتنسيق جهود مكافحة فيروس “إيبولا” الذي اجتاح عدة دول في غرب القارة الإفريقية.
وفي إبريل 2015 أعلن الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون عن تعيين إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوثاً للأمم المتحدة لدى اليمن، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى أن أعلن استقالته منه مطلع العام الجاري 2018.
وتنتظر “ابن الشيخ” مهام صعبة وملفات شائكة، إذا كان يريد، أو يراد له، أن يقود دبلوماسية مرنة وفعالة، معا، تستطيع احتواء التوترات واستباق اﻷزمات، ووضع سياسة خارجية واضحة المعالم واﻷهداف، في مدى زمني يشبه “الوقت الضائع”، ﻻ يتجاوز اثني عشر شهرا قبل اﻻنتخابات الرئاسية المنتظرة منتصف العام المقبل..
وستكون قمة اﻻتحاد اﻹفريقي التي تنتظرها العاصمة الموريتانية للمرة اﻷولى خﻻل الشهر المقبل، مناسبة مهمة ورافعة قوية، إذا أحسن استثمارها، ﻻنطﻻق دبلوماسية نشطة، قادرة على تجاوز اﻷخطاء وتجنب اﻻرتجال، ومهيأة لتوطيد عﻻقات خارجية بناءة، تراعي مقتضيات حسن الجوار ومتطلبات المصالح الوطنية إقليميا ودوليا، وتحسن السير في حقول اﻷلغام والمسالك الدولية الوعرة، دون أن تغوص في وحل التناقضات اﻹقليمية أو تجتاحها أعاصير التنافس بين القوى الدولية الكبرى وأذرعها الكثيرة الظاهرة والخفية..
فهل تسعف “ابن الشيخ” خبرته العملية الواسعة والمتنوعة، ودراسته اﻷكاديمية في كل من مونبلييه الفرنسية ومانشستر البريطانية ثم ماستريخت الهولندية، أم أن اﻷنواء واﻷهواء المتغيرة وإكراهات الواقع الفعلي، ستعصف بآماله وطموحاته الدبلوماسية، وربما السياسية اﻷبعد مدى..!
عبد الله اسحاق ولد الشيخ سيدي
88 تعليقات