هل يرغم الفقير على أكل الصدقة أمام المتصدق؟
عجب هذا الجمود والتعصب… يحتج كثير من منكري إخراج زكاة الفطر نقدا، بأن ذلك تأويل للحديث وخروج عن ظاهر نص الدليل… ثم يستدلون بتأويلات أبعد وأغرب؛ مثل الخوف من أن يشتري الفقير بالنقد رصيد الهاتف أو أي شيء غير مأكول… وكأنه يمنع أيضا من أن يشتري بثمن القمح أو الأرز رصيدا، أو يقايضه بهراوة!
لم يبق إلا أن يوجبوا على المزكي أن يأخذ “أﮊيار” ويجبر الفقير على أكل الصدقة أمامه! وعلى هذا يُلزم القائل به بإعداد القمح أو الأرز وإنضاجه ليكون طعاما جاهزا للأكل!!
فهم قد تجاوزوا “الطعامية” إلى الأكل والابتلاع، دون انتباه؛ مع أن المشرع صلى الله عليه وسلم لو أراد ذلك لبينه للناس!
وبهذا المعنى فلا يكون غير التمر طعاما في الحقيقة، إلا بعد إعداده وإدامه! وقد اتفق المتمسكون بهذا القول على أن التمر أصبح فاكهة، أي ليس طعاما… فكأنهم يقبلون تبدل الحال وتطور الإطعام ـ بل وتطور النقد نفسه ـ في جزء ويرفضونه في أجزاء…
ثم يحدثونك عن الغرض الشرعي من الزكاة؟ وليتهم قبلوه!
محمد محفوظ أحمد- من صفحته على الفيسبوك
95 تعليقات