عصابات سطو تنهب وتثير الذعر في عرفات
في مقاطعة عرفات (العمود4) سجل “الأمن الشعبي” المذعور خلال الأيام الثلاثة الماضية وحدها:
* في الهزيع الأخير من الليل تستيقظ سيدة المنزل على مجموعة من اللصوص لم تستطع من شدة ذعرها التيقن من عددهم، يأمرها أحدهم ملوحا بسكينه، بعدم التحرك أو النطق… ويجمعون ما في الدار من هواتف وأجهزة إلكترونية وثياب… دون أن يستيقظ أحد، على ما يبدو، غير تلك السيدة التي مكثت بعد خروجهم ساعة “متناومة”…
** تقف سيارة سوداء أمام منزل على بعد أمتار من الشارع الرئيسي. يبقى السائق خلف المقود وينزل اثنان ويدخلان على محل “الطحانة” حيث كان صاحبها يقوم بأعمال النظافة الصباحية. يضع أحدها سكينا كبيرا على رقبة المسكين ويهدده بالذبح إذا فتح فمه بأي صوت، ويقوم الآخر بتفتيش جيوبه وسؤاله أين تضع النقود؟ يشير الرجل المذعور إلى حيث يخفي غلة أسابيعه الأربعة الماضية…
يخرج اللصان يهددان ويضعان لَبِنة ثقيلة وراء الباب ويلتحقان بصاحبهما في السيارة… ومع انطلاقها يصيح المسكين بأعلى صوته وهو يركض ويلوح بثيابة في الشارع خلف السيارة: لصوص… لصوص في السيارة، السيارة فيها سراق…
ويخرج الناس من المنازل المجاورة وينطلق بعضهم في إثر السيارة عبثا… ثم يجتمع الجميع أمام المطحنة يستمعون إلى مأساة المسكين (سلبوه نيفا وثلاثين ألف أوقية هي كل ما لديه)، وقد اختلفت آراؤهم حول إبلاغ الشرطة مرجحين عدم جدوى ذلك!
كل هذا كان في حدود السابعة صباحا وقد علت الشمس في السماء!
*** في الليلة التالية وفي منزل قريب يدخل ثلاثة لصوص بعدما كسروا نافذة. يهددون بأسلحة لم يتبينها من استيقظوا مروَّعين. يأخذون ما وجدوا ويخرجون وهم ينصحون أصحاب المنزل في تهكم بعدم التوجه إلى الشرطة لأنها “نائمة الآن”!
**** في نفس الليلة يتسور لصان، ربما لهما رفاق، منزلا بنفس المنطقة فيستيقظ أهل المنزل، ويصرخون لإيقاظ النائمين الذين تقدم أحدهم بسلاحه… فيختفي اللصان قبل أن يتمكن الرجال من فتح الباب لمطاردتهما دون جدويـ مع أنهما لم يصلا إلى شيء.
***** في أحد أزقة نفس الحي، بين أذان المغرب وصلاته، يعتدي شابان على سيدة ويسلبانها تحت تهديد السلاح الأبيض محفظتها وهاتفها، ويصيبان رجلا حاول نجدتها…
ليست هذه قصص من الخيال ولا سرد حصري، بل أحداث وقفتُ عليها مباشرة حوالي منزلنا، وبعضها على الأقل أبلغ للشرطة…
الحالة الأمنية في هذه الأحياء لم تعد تطاق. الناس يعيشون في ذعر وخطر. وهناك إجماع على أن هذه العمليات أصبحت يقوم بها لصوص محترفون في عصابات راكبة، متدربة وجريئة ولا تخشى أي شيء… ولم تعد فقط ذلك السارق الذليل الذي يقفز فوق الأسوار القصيرة ومن الأبواب الضعيفة، ويتحين غياب الناس وغفلتهم…
محمد محفوظ أحمد- من صفحته على الفيسبوك