جميل منصور: حول الرؤساء السابقين
هناك نقاش يفتقد بعض قواعد الرزانة و الإنصاف حول الرؤساء السابقين للبلاد و خصوصا الرئيس الأول الأستاذ المختار ولد داداه .
من المهم في المفتتح أن نشير إلى أن الانتماء الجهوي – و مثله العرقي و الفئوي و القبلي – لا يكسب فضلا و لا يمنعه كذلك ، فتوفيق الله ثم بذل المعني أو المعنيين و كسبهم هو المحدد للخيرية فالرجاء – دفاعا أو هجوما – التخفيف من النفس العصبي الذي يظهر في هذه الكتابة أو تلك .
لرؤساء موريتانيا السابقين إيجابيات و سلبيات و من حق كل أحد أن تميل قراءته إلى هذا الجانب أو ذاك و مع ذلك فالتصور عندي و الله أعلم أن للرئيس المؤسس المختار ولد داداه ميزات لا يناسب تجاهلها و له جهد وطني مشهود لا يليق التنقيص منه و ربما كان رؤساء التأسيس و الاستقلال في عمومهم بهذه الميزة و هو منهم كما نعلم .
صحيح لا يمكن تبرير أخطائه في الهوية و الأحادية السياسية و حرب الصحراء مثلا و لكن معنى الدولة و سلوك رجلها و احترام الشأن العام و البعد عن الفساد خصوصا بالشكل الذي ساد بعد ذلك أمور لم نعرفها بعد المختار على النحو الذي كان معه .
أدعي شخصيا أن استثناء حصل لاحقا مع الرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله و أنه لولا السياق الذي جاء فيه و سلوك المحاصرة و التي انتهت بانقلاب مبكر لكانت تجربته مميزة خصوصا في ملفات الوحدة الوطنية و تسيير الشأن العام و إعادة الاعتبار للدولة .
لا يعني هذا أن الرؤساء المصطفى ولد محمد السالك و محمد محمود ولد لولي و محمد خونا ولد هيداله و معاوية ولد سيد احمد ولد الطائع بلا إيجابيات و لكن قصر فترة بعضهم و الطابع العسكري لنظامهم و التجاوزات الواسعة في عهد بعضهم غطت على تلك الإيجابيات .
إذن هي مطالبة بالإنصاف و الموضوعية و الابتعاد عما من شأنه أن يغذي أبعادا عصبية – دفاعا أو هجوما – لا تليق بالمثقفين و المهتمين بالشأن العام .
تعليق واحد