أيتها الشمس عودي وقل شيئا أيها الغسق/ محفوظه زروق
لقد قررتٌ أن أكون غامضة إن كان الزمان سيمهلني؛ فأوراق العمر تتساقط دون أن أشعر بها حيث تنتقل الساعات إلى ثوان وأنا وباريس وتموز و الشمس تطل من ثغر قوس النصر في مشهد له على عرش الجمال عنوان إن استطعتٌ وصفه بإتقان !
أتأمل شموخ قوس النصر وشمس الأصيل تصفر لمغربها وشظايا العصور تتطاير بصوت يخطف العقل لتبدأ طقوس الجنون والنَّاس في الشوارع كأنهم جراد منتشر لكني لا أعرف بأي منطق يتحدثون لأن المتأمل لا يرى المنطق إلا في الجنون مادام التأمل رهنا لوجهة نظر المتأمل !
سال الكثير من حبري على الشمس وما أردتٌ حجب الشمس بغربال لكن الشمس طعنتني في الخاصرة حين لاحتْ تتوارى خلف حجابها في تلك المروج الخضراء وأنا لا أطيق فراق من أودعتهم أسرار قلبي والشمس كانت لي مستودع أسرار فهل يقسم التاريخ أن تعود الشمس بعد الفراق في عنترية ضوء الشروق لتآخذني مرة أخرى إلى عالم الخيال؟
أراقب الشمس وهي تغرق في عرض نهر السين وتلك لعمري حكاية من حكايات الجمال الآخرى، أطارد قرصها فيحول الشفق بيني وبينه فهل سبق للشفق أن ذاق طعم الظلم وطعم الفراق؟
وهذا الغسق يريد أن يقول شيئا فماذا يريد أن يقول الغسق؟ أن الشمس إن غابت تترك خلفها ألوان الشفق الجميلة وبهجة الغسق التي تتسلل خلالها بلطف خيوط الظلام ؟ وكأن الشمس تغيب انطلاقا من مبدإ إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان!