الكاتبة “الدهماء” تتساءل عن الدفاع المدني و “ضريح الهلال الأحمر”
الصورة المرفقة لعناصر من الحماية المدنية قبل أيام من القمة على طريق نواذينو وهم ينظِّفون مصابيح الطاقة الشمسية، بالوكالة عن البلدية أو سوملك، وقد كانت في حاجة للتنظيف واستعادت وهجها بعد عمش وهو أمر مطلوب،…
جيد…
للحماية المدنية مهمة أكثر إلحاحا اليوم من إنقاذ أعين المصابيح، وهي إنقاذ أرواح المواطنين، بالحضور في الوقت الذي تقتضيه “النجدة” أثناء حوادث السير وأثناء الحرائق، و بالمرابطة على الشاطئ لإنقاذ عشرات من المراهقين يبتلعهم الموج كل صيف ، لا يمكن أن نطالب مراهقا في مرحلة التهور بالاتعاظ والاتزان ، لكن نطالب وزارة الداخلية بالرشاد والسداد وببعث الحماية المدنية من مرقدها،..
تولى رجال ضفادع في زوارق غوص سنغالية منذ سنتين انتشال جثة مواطننا الطالب الجامعي من نهر السنغال بعد أن عجزنا – لِعجزنا – عن القيام بنفس المهمة.
الحماية المدنية قادرة على الإسعافات المستعجلة لمرضى القلب والذبحات في البيوت، وتوفير خدمة نقل آمنة طبيا للحالات الحرجة من البيوت الى المستشفيات،.. تكلفة مشوار 10 دقائق في سيارات الإسعاف المملوكة للعيادات من 30 الى 40 الف أوقية قديمة!، وخدمة كهذه من بديهيات البديهيات في أغلب البلدان.
توقفنا مرة -اسرتي و أنا- أثناء عودتنا من نواذيبو على حادث انقلبت فيه سيارة أجرة، وتناثر ركابها على الرَّمل في مشهد مرعب، طلب منا الدرك حمل أحد الجرحى، تكدستُ مع الأطفال في المقاعد الخلفية وأفردنا المقعد الأمامي للوراء ليضَّجع الجريح، كان رأسه بيننا ينزف والزجاج منغرز فيه بشكل مرئي، مكسور الذراع و يتألم بشكل فظيع، كانت الرحلة كألف سنة، تجمَّد الأطفال و تطلَّب منهم الأمر فترة طويلة للتخلص من تبعات التجربة. لوْ .. وُجدتْ مروحيات للإسعاف الطبي للتدخل العاجل على طرق الموت لكان احتمال النجاة أكبر.
يظهر عجزنا أمام حالات اعتيادية مثل حوادث السير، فكيف سيكون حالنا في حالة الكوارث لا قدر الله، أتخيَّلها مجزرة جماعية…
بالمناسبة أين يوجد ضريح الهلال الأحمر الموريتاني؟
340 تعليقات