كاتبة صحراوية تنتقد في مقال “توجيه السهام” للموريتانيين
تناولت الكاتبة الصحراوية النانه لبات الرشيد في هذا المقال العلاقات الموريتانية الصحراوية وانتقدت الاساءة إلى المورييتانيين وخصوصا الصحفيين .. وقالت إنها عرفت مثقفين و إعلاميين لا يعرفون شيئا عن الصحراء وحملت الصحراويين المسؤولية.
نص المقال:
“فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ” صدق الله العظيم .
جعلنا الله و اياكم ممن يقول و يفعل ما ينفع الناس و يمكث بينهم، إحقاقا للحق ، و حال بيننا أن نكون من أهل الباطل الذين يكون قولهم و فعلهم زبدا يذهب جفاء .
و لأني أحرص-و التوفيق من عند الله – على استخلاص العبر عبر هذا الفضاء و ما يتلاطم بشطئانه من فظ القول و لينه، و ما يمتد فيه و يزجر من حقه و تدليسه، أكتب الآن رأيا عن اللغط الذي أثير مؤخرا على هامش قمة نواكشوط، قامت فيه العلاقات الموريتانية الصحراوية كثيرا و لم تقعد.
ليس علينا كصحراويين مطلقا إطلاق صفات التخوين و العمالة على كل من لا يقف معنا على المسافة نفسها و المسطرة ذاتها من قضيتنا، و بشكل خاص ليس علينا توجيه سهامنا هذه للصحفيين .. فهؤلاء غير مطالبين أصلا بتحديد مواقفهم من القضايا السياسية خاصة .. هم دائما معنيون برمي شباك الإثارة و صيد السبق الإعلامي الجدلي، ثم أنه من التناقض أن نرمي بتهم التخوين على غيرنا و بين ظهراننا عشرات الخونة و لم تسطر بعد ضدهم قوانين العقاب و لسنا نذكرهم- تعففا- في مجالسنا.
و الأهم من كل هذا أن إطلاق التهم بالعمالة على كل من يتعامل مع النظام المغربي و له به علاقات من أي نوع يدفع الأطراف الأخرى إلى رمي كل من يتعامل مع نظام جبهة البوليساريو و الدولة الصحراوية بالعمالة أيضا، غير أن الأخطر من كل ذلك هو الجرأة على وصف بعض مواطني الدول المجاورة بالعمالة لانظمة خارجية رغم الإدراك بأن أنظمتهم معنية وحدها بتحديد و ملاحقة العملاء داخل أوطانهم و لسنا نحن المعنيون بذلك .
نحن أصحاب حق و أهل قضية عادلة، و الحق أبلج لكنه لا بد محفوف بالروية و الحلم و الأناة و إلا ضاع في الشبهات و تنازعته الأمزجة و الميول .. و نحن دعاة وطن مسلوب و في سبيله نقدم أرواحنا فكيف لا نقدم نفوسا هادئة متزنة و عقولا صبورة نيرة بدل الشطط و التسرع ؟
و معضلة معظم الصحراويين اعتقادهم أن كل الشعوب على دراية بحقيقة القضية الصحراوية و على علم بكل ما يجدونه من حيف، هذا الاعتقاد الذي يخلف آخر منحرفا؛ من أن الذين يجهلونهم هم ضدهم و أنصار للطرف الآخر، بيد أن الحقيقة بعيدة كل البعد عن هكذا معتقدات.. فنحن و قضيتنا تعرضنا لأكبر تعتيم اعلامي ممنهج و أخطر تضليل معلوماتي عرفته قضية سياسية في التاريخ الحديث .. و تواطأت لإنجاح هذا العمل أنظمة متعددة و مؤسسات كثيرة .. كما أننا ننتمي اقليميا و قاريا لعالم يطبعه التخلف و الفقر و تسوده النزاعات السياسية.. الشئ الذي يجعل شعوبه منهكة بهمومها عن قضايا غيرها و غارقة في مشاكلها عن نصرة و غيث المظلومين . كل هذا جعل الوعي بقضيتنا محدودا، و اللغط حولها كثيرا .
و علينا كأصحاب حق الدفاع عنه بإبراز جوانبه لا بالغضب من الجاهلين به.. و تحديد مكامن التضليل و استهدافها لا السطو بالقول السيء و الهجوم بالسخط على كل معترض.
و الحق عادة مصان بوهجه و رونقه ما عرض و قدم بالتي هي أحسن، و مترنح ضبابي ما رافقه النزق .
و مهما بلغت قضيتنا من العلو و مهما وجدت من الحلفاء، تبقى موريتانيا و شعبها الأقرب و الحاضنة الاجتماعية و الثقافية الأهم، هذا لأنه لا مفر من قدر الجغرافيا و منطق التاريخ .. و لأن الذين نقاسمهم الأرحام لا مهرب من مقاسمتهم الأقدار أيضا.
و في موريتانيا الشقيقة من لا يدرك عن قضيتنا أي حقيقة، فقد عرفت مثقفين و إعلاميين لم يسمعوا قط بالمسيرة السوداء التي احتل النظام المغربي بها الصحراء الغربية، و عرفت دبلوماسيين شبابا لا يذكرون من قضية الشعب الصحراوي غير قصص ترعبهم الأمهات بها و هم صغار .. و عرفت كتابا و باحثين لم يعلموا قط باتفاقية مدريد الثلاثية و يعتبرون ذكرها في مقالاتنا إساءة لرموز بلدهم.. فعلى من تقع مسؤولية هذا التقصير المعلوماتي الكبير ؟ هي مسؤوليتنا بكل تأكيد، و من غيرنا يتولاها و من سوانا يتحمل مستوى المعرفة بتفاصيل قضيتنا داخل المجتمع الموريتاني الشقيق مع العلم أننا الغائب الأكبر و الطرف الأخر الحاضر الأبرز؟؟ و كيف نهاجم أشقاءنا لأنهم يجهلون معطيات و معلومات لا يمكنهم معرفتها و درايتها إلا من خلالنا ؟؟
سيقول قائل بأن في موريتانيا طيف يعادي القضية الصحراوية، و سأقول بأنه حتى في الصحراء الغربية يوجد طيف يعاديها، فلماذا فلحنا في تفادي و منع تحوير الصراع بيننا و المغرب الى صراع صحراوي صحراوي كما تخطط لذلك مخابر المملكة السياسية، و لسنا نعمل على تفادي خلق صراع موريتاني صحراوي حتى و إن كانت مساحاته في جلها افتراضية؟؟
و سأقول كذلك بأن الذين يستميتون بموريتانيا في الدفاع عن القضية الصحراوية لا شك سيدافعون يوما عن بني وطنهم أمام موجات الاستهداف المتكررة، فهم في النهاية أبناء وطن واحد و لن يقبلوا الانقسام فيه لأي سبب كان .. لهذا علينا مراعاة مواقف أصدقائنا و أنصار قضيتنا و أن نتحلى بالمرونة و اللباقة ما يقينا من أن نكون نقطة خلاف و فرقة.. و من الضروري جدا مساندة إخواننا و أنصارنا على نصرتنا بترك شعرة معاوية بينهم و بين الذين يخالفونهم الرأي فينا.
لقد سخرت لنا تحديثات التكنولوجيا المتتالية ما نعوض به سنوات التعتيم الإعلامي العجاف، و أصبح بإمكان كل صحراوي امتشاق سلاح الفضاءات الإعلامية الاجتماعية معرفا بقضية شعبه و محاربا ما حولها من تضليل و ما يشوبها من تحريف،، و في تطورات قضيتنا و ومستجداتها اليومية ما يغني و يشغل عن النكوص نحو السجالات الفارغة السطحية.. و من شأن التعريف بكل جوانب القضية؛ الإنسانية و السياسية ما يحسر و يعزل المرجفين و يقوي شوكة الأنصار .
فهل من مدكر؟؟
“فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ” صدق الله العظيم .
جعلنا الله و اياكم ممن يقول و يفعل ما ينفع الناس و يمكث بينهم، إحقاقا للحق ، و حال بيننا أن نكون من أهل الباطل الذين يكون قولهم و فعلهم زبدا يذهب جفاء .
و لأني أحرص-و التوفيق من عند الله – على استخلاص العبر عبر هذا الفضاء و ما يتلاطم بشطئانه من فظ القول و لينه، و ما يمتد فيه و يزجر من حقه و تدليسه، أكتب الآن رأيا عن اللغط الذي أثير مؤخرا على هامش قمة نواكشوط، قامت فيه العلاقات الموريتانية الصحراوية كثيرا و لم تقعد.
ليس علينا كصحراويين مطلقا إطلاق صفات التخوين و العمالة على كل من لا يقف معنا على المسافة نفسها و المسطرة ذاتها من قضيتنا، و بشكل خاص ليس علينا توجيه سهامنا هذه للصحفيين .. فهؤلاء غير مطالبين أصلا بتحديد مواقفهم من القضايا السياسية خاصة .. هم دائما معنيون برمي شباك الإثارة و صيد السبق الإعلامي الجدلي، ثم أنه من التناقض أن نرمي بتهم التخوين على غيرنا و بين ظهراننا عشرات الخونة و لم تسطر بعد ضدهم قوانين العقاب و لسنا نذكرهم- تعففا- في مجالسنا.
و الأهم من كل هذا أن إطلاق التهم بالعمالة على كل من يتعامل مع النظام المغربي و له به علاقات من أي نوع يدفع الأطراف الأخرى إلى رمي كل من يتعامل مع نظام جبهة البوليساريو و الدولة الصحراوية بالعمالة أيضا، غير أن الأخطر من كل ذلك هو الجرأة على وصف بعض مواطني الدول المجاورة بالعمالة لانظمة خارجية رغم الإدراك بأن أنظمتهم معنية وحدها بتحديد و ملاحقة العملاء داخل أوطانهم و لسنا نحن المعنيون بذلك .
نحن أصحاب حق و أهل قضية عادلة، و الحق أبلج لكنه لا بد محفوف بالروية و الحلم و الأناة و إلا ضاع في الشبهات و تنازعته الأمزجة و الميول .. و نحن دعاة وطن مسلوب و في سبيله نقدم أرواحنا فكيف لا نقدم نفوسا هادئة متزنة و عقولا صبورة نيرة بدل الشطط و التسرع ؟
و معضلة معظم الصحراويين اعتقادهم أن كل الشعوب على دراية بحقيقة القضية الصحراوية و على علم بكل ما يجدونه من حيف، هذا الاعتقاد الذي يخلف آخر منحرفا؛ من أن الذين يجهلونهم هم ضدهم و أنصار للطرف الآخر، بيد أن الحقيقة بعيدة كل البعد عن هكذا معتقدات.. فنحن و قضيتنا تعرضنا لأكبر تعتيم اعلامي ممنهج و أخطر تضليل معلوماتي عرفته قضية سياسية في التاريخ الحديث .. و تواطأت لإنجاح هذا العمل أنظمة متعددة و مؤسسات كثيرة .. كما أننا ننتمي اقليميا و قاريا لعالم يطبعه التخلف و الفقر و تسوده النزاعات السياسية.. الشئ الذي يجعل شعوبه منهكة بهمومها عن قضايا غيرها و غارقة في مشاكلها عن نصرة و غيث المظلومين . كل هذا جعل الوعي بقضيتنا محدودا، و اللغط حولها كثيرا .
و علينا كأصحاب حق الدفاع عنه بإبراز جوانبه لا بالغضب من الجاهلين به.. و تحديد مكامن التضليل و استهدافها لا السطو بالقول السيء و الهجوم بالسخط على كل معترض.
و الحق عادة مصان بوهجه و رونقه ما عرض و قدم بالتي هي أحسن، و مترنح ضبابي ما رافقه النزق .
و مهما بلغت قضيتنا من العلو و مهما وجدت من الحلفاء، تبقى موريتانيا و شعبها الأقرب و الحاضنة الاجتماعية و الثقافية الأهم، هذا لأنه لا مفر من قدر الجغرافيا و منطق التاريخ .. و لأن الذين نقاسمهم الأرحام لا مهرب من مقاسمتهم الأقدار أيضا.
و في موريتانيا الشقيقة من لا يدرك عن قضيتنا أي حقيقة، فقد عرفت مثقفين و إعلاميين لم يسمعوا قط بالمسيرة السوداء التي احتل النظام المغربي بها الصحراء الغربية، و عرفت دبلوماسيين شبابا لا يذكرون من قضية الشعب الصحراوي غير قصص ترعبهم الأمهات بها و هم صغار .. و عرفت كتابا و باحثين لم يعلموا قط باتفاقية مدريد الثلاثية و يعتبرون ذكرها في مقالاتنا إساءة لرموز بلدهم.. فعلى من تقع مسؤولية هذا التقصير المعلوماتي الكبير ؟ هي مسؤوليتنا بكل تأكيد، و من غيرنا يتولاها و من سوانا يتحمل مستوى المعرفة بتفاصيل قضيتنا داخل المجتمع الموريتاني الشقيق مع العلم أننا الغائب الأكبر و الطرف الأخر الحاضر الأبرز؟؟ و كيف نهاجم أشقاءنا لأنهم يجهلون معطيات و معلومات لا يمكنهم معرفتها و درايتها إلا من خلالنا ؟؟
سيقول قائل بأن في موريتانيا طيف يعادي القضية الصحراوية، و سأقول بأنه حتى في الصحراء الغربية يوجد طيف يعاديها، فلماذا فلحنا في تفادي و منع تحوير الصراع بيننا و المغرب الى صراع صحراوي صحراوي كما تخطط لذلك مخابر المملكة السياسية، و لسنا نعمل على تفادي خلق صراع موريتاني صحراوي حتى و إن كانت مساحاته في جلها افتراضية؟؟
و سأقول كذلك بأن الذين يستميتون بموريتانيا في الدفاع عن القضية الصحراوية لا شك سيدافعون يوما عن بني وطنهم أمام موجات الاستهداف المتكررة، فهم في النهاية أبناء وطن واحد و لن يقبلوا الانقسام فيه لأي سبب كان .. لهذا علينا مراعاة مواقف أصدقائنا و أنصار قضيتنا و أن نتحلى بالمرونة و اللباقة ما يقينا من أن نكون نقطة خلاف و فرقة.. و من الضروري جدا مساندة إخواننا و أنصارنا على نصرتنا بترك شعرة معاوية بينهم و بين الذين يخالفونهم الرأي فينا.
لقد سخرت لنا تحديثات التكنولوجيا المتتالية ما نعوض به سنوات التعتيم الإعلامي العجاف، و أصبح بإمكان كل صحراوي امتشاق سلاح الفضاءات الإعلامية الاجتماعية معرفا بقضية شعبه و محاربا ما حولها من تضليل و ما يشوبها من تحريف،، و في تطورات قضيتنا و ومستجداتها اليومية ما يغني و يشغل عن النكوص نحو السجالات الفارغة السطحية.. و من شأن التعريف بكل جوانب القضية؛ الإنسانية و السياسية ما يحسر و يعزل المرجفين و يقوي شوكة الأنصار .
فهل من مدكر؟؟
105 تعليقات