canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراء

انسحب يا عنترة! / محمد محفوظ أحمد

 ·

 أمريكا تتجاهل العواطف من أجل المصالح، والعرب يتجاهلون المصالح من أجل العواطف…

ووفق مذهبهم رأى الأعراب أنه لا تتم موالاتهم لأمريكا حتى يجمعوا لها بين المصالح والعواطف معا. ولذلك رفض القائمون على سوق عكاظهم الجديدة قصيدة من عيون الأدب ونفائس الفن تقدم بها شاب مصري هو الشاعر مصطفى الجزار، لنيل بردة إمارة الشعر العربي.
غلقوا الأبواب واعترفوا له بجمال القصيدة وواقعيتها… لكنهم قالوا بينهم إنها لا تتفق مع المعايير العربية الحديثة الخاصة بأمريكا و”إسرائيل”!
فانسحب الشاعر مع عنترة… لكن القصيدة ظلت تخنق لجنة التحكيم وتكسف قصائدها “المختارة”؛ فحفظها الناس ورووها، ونسوا القصائد الأمريكية كلها!
**
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة * فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَتْ مُستعمَــرَه
لا تـرج بسمـةَ ثغرِها يومـاً، فقــدْ * سقـطَت مـن العِقدِ الثمـينِ الجوهـرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ… ليصفَحوا * واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارج المعذرة
ولْتبتلــع أبيــاتَ فخــرِكَ صامتــاً * فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ… ثـرثرة
والسيفُ في وجهِ البنـادقِ عاجـزٌ * فقـدَ الهُـــويّـةَ والقُــوى والسـيـطـرة
فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهــا * واجعـلْ لهـا مِن قــاعِ صدرِكَ مقبـرة
وابعثْ لعبلــةَ فـي العـراقِ تأسُّفاً * وابعـثْ لها فـي القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لهـا مـا كنــتَ تكتبُــــه لها * تحتَ الظـلالِ، وفـي الليالي المقمـرة
يـا دارَ عبلــةَ بـالعـراقِ تكلّمــي * هــل أصبحَـتْ جنّــاتُ بابــلَ مقفـــرة؟
هـل نَهْــرُ عبلةَ تُستبـاحُ مِياهُـهُ * وكــلابُ أمــريكـــا تُدنِّــس كــوثــرَه؟
يا فارسَ البيداءِ… صِرتَ فريسةً * عــبــداً ذلـيــلاً أســــوداً ما أحقــرَه
متطـرِّفــاً… متخـلِّفاً… ومخالِفـاً * نَسَبوا لكَ الإرهابَ… صِرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ تخلّت عنكَ… هذا دأبُهم * حُمُــرٌ – لَعمـرُكَ – كلُّـهـا مستنفِـــرَه
في الجاهليةِ كنتَ وحدكَ قادراً * أن تهـزِمَ الجيشَ العـظيــمَ وتأسِـــرَه
لـن تستطيـعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ * فالزحفُ موجٌ، والقنـابـلُ ممـــطـــرة
وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ * بيـنَ الدويِّ… وبينَ صـرخةِ مُجبـَرَه
هلاّ سألتِ الخيـلَ يا ابنةَ مـالِكٍ * كيفَ الصـمودُ؟ وأينَ أيـنَ المـقـدرة!
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ * مـتأهِّباتٍ… والقذائفَ مُشـــهَــــرَه
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى * ولَـصـاحَ في وجهِ القـطـيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ… أسلَمُوا أعداءَهم * مفـتــاحَ خيمتِهم، ومَـدُّوا القنطرة
فأتـى العــدوُّ مُسلَّحـاً، بشقاقِهم * ونفاقِــهـم، وأقام فيهــم مـنـبــــرَه
ذاقـوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم * فالعيشُ مُرٌّ… والهـزائـــمُ مُنــكَرَه
هـذِي يـدُ الأوطـانِ تجزي أهلَها * مَن يقترفْ في حقّها شرّا… يَـرَه
ضاعت عُبَيلةُ، والنياقُ، ودارُها… * لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخـسرَه
فدَعـوا ضميرَ العُربِ يرقدُ ساكناً * في قبــرِهِ… وادْعوا لهُ بالمغفرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي * لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة
وعيونُ عبلـةَ لا تــزالُ دموعُهـا * تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ… لِتَعـــبُــرَه!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى