الأمن أهم/ محمد محفوظ أحمد
من المؤكد أن الأمن يأتي في أول أولويات الإنسان؛ ولا قيمة لأي إنجاز لحياته بدون الأمن.
إننا نسمع كثيرا عما تحقق لقوات الأمن والجيش الوطني من إعداد وإمداد، ونسعد بذلك…
غير أننا بحاجة اليوم لأن تسمع السلطة الأحاديث الكثيرة في كل مكان وعلى كل لسان عن الرعب والهلع الذي بات أكثر المواطنين يعيشونه بسبب تنامي عصابات وأفراد التلصص والحرابة، وتطور وسائلهم ووحشية أعمالهم التي لم تعد تقتصر على نهب ممتلكات الناس فحسب، وإنما باتت تهددهم في أرواحهم حتى وصلت أعراضهم!
قد يظن ظان أن الخيال والإشاعة وراء هذا الكم من القصص المرعبة… إلا أن مشاهدة مسارح الجرائم، وزيارة والمصحات والمفوضيات… ولقاء الضحايا مباشرة يبدد الشك (ولم يعد الناس يبلغون عن كثير من هذه الجرائم بسبب اليأس من فائدة ذلك)!
مشكلة الأمن التي فاقمها تطور وسائل اللصوص، وتوسع العمران، وغياب وعجز قوى الأمن البشرية، وإهمال وسائل الأمن الوقائية (كالإنارة العمومية وتنفيذ تخطيط الشوارع في أحياء الكزرة…).
ومع هذا لا تزال النظرة العمومية إلى هذا التطور الخطير للجريمة، قاصرة؛ تعيش على ما كان من المناعة الاجتماعية الذاتية في الماضي البعيد…
حتى الصحافة ووسائل الإعلام العمومية والخاصة، رغم انتشارها وامتلائها بالتوافه، لا تعطي هذه المشكلة أي اهتمام، باستثناء ما قد تنشره من حوادث لغرض الإثارة في الغالب؛ بينما تغيب تماما عن المعالجة والمتابعة ولقاءات المسؤولين!