الكنتي يكتب عن “أزوان” المعارضة..”سيني” كر.. مكه “موسى”
كر.. مكه موسى…
حين اختار موسى فال الرقم ستة لسلسلة مقالاته التي نشر باكورتها، فإن لهذا الاختيار دلالة قصدها صاحب السداسية. فللرقم ستة رمزيته الخاصة التي من ضمنها الانسجام، والعجلة.. ومن صفاته تقديم الدعم للآخرين في اللحظات الصعبة… لابد أن هذه المعاني، وغيرها لم تكن غائبة عن ذهن موسى وهو يدبج مقالاته… فالمعارضة التي ينتمي إليها، حتى الآن، تبحث عن الانسجام المفقود بين مكوناتها، وهي منذ 2008 في عجلة من أمرها… أما هذه الأيام فهي في أمس الحاجة إلى الدعم في لحظة انتخابية عصيبة يتدافع فيها القادة هربا من لوائح المرشحين…أنج سعد، فقد رشح سعيد!
قرر موسى، وهو القيادي البارز في معارضة ما، أن يهرب من الاستحقاقات الانتخابية بطريقته الخاصة، تاركا مثل غيره من القادة، براكسيس الانتخابات لرجال الصف الثاني والثالث ليقينه أن الترشح على اللوائح المحلية والوطنية انتحار سياسي لا يليق بتاريخه النضالي.. فمال إلى شغل فائض وقته بالكتابة. والكتابة، بالنسبة للسياسيين رياضة يفرضها التقدم في السن وأمراض الشيخوخة…
بدأ أفال جلسات العلاج الطبيعي الستة بالإشادة بانتخابات الفترة الانتقالية، فهي “الانتخابات الأكثر شفافية منذ الاستقلال.” وفي ذلك حكم قاس على كل الانتخابات السابقة والتي لم يكن السيد أفال بعيدا عن أجوائها، ولم يؤثر عنه، فيما نعلم، اعتراض على عدم شفافيتها! ونسي موسى أن هذه الانتخابات، التي شهد بشفافيتها، أشرف على تنظيمها حكم عسكري وهو الذي أتاح قيام النظام الديمقراطي الذي يتباكى عليه موسى… ومن الطرافة أن يختزل موسى “الزمن الجميل” في حكم سيدي متناسيا أنها الفترة الوحيدة التي عرفت فيها البلاد منذ الاستقلال ثورة للجياع سقط فيها ضحايا… وتناسى حرب الشوارع في العاصمة بين رجال الأمن والإرهابيين! لكنه يتذكر حتما تقاسم الشيوعيين والإخوان النفوذ حول “الرئيس المؤتمن” الذي لم يعد له من الأمر شيء… وربما أزعج موسى أن يذكر بالوضع الاقتصادي والسياسي للبلاد في تلك الفترة التي يعدها ذهبية؛ فقد أوشكت الدولة على الإفلاس فعرضت، مثل عجوز في دار رعاية، آخر مدخراتها للبيع بأي ثمن؛ سنيم. وعانت الحياة السياسية فوضى عارمة؛ الوزراء لا يخضعون لسلطة الوزير الأول وإنما يرجعون لرؤساء أحزابهم. والوزير الأول يتصرف كأنه رئيس… أما البرلمان فقد انشطر إلى كتل وزمر، وكتائب… وبدأت “Le Joola” تغرق بفعل الحمولة الزائدة، وسوء الأحوال، وإهمال القبطان، فقيض الله لها “خفر سواحل” أنقذوها بمن فيها، فاستشاط موسى وصحبه غضبا حين خسروا “بوليصة التأمين”…
ومنذ ذلك اليوم (06 أغسطس) و”الرفاق حائرون، يفكرون، يتساءلون في جنون…” كيف السبيل إلى العودة إلى السلطة؟ اهتدى العديد منهم إلى الجواب بطرق ووسائل مختلفة كان آخرها (بياظ لذن). وفي هذا السياق قد لا تكون سداسية (قد تصل أوتار التيدنيت إلى ستة) أفال سوى “عزف منفرد” تخليدا لذكرى السادس من أغسطس بعد أن تغيرت أذواق المعارضة وتعددت ألحانها وتصالح فيها، للمرة الأولى في التاريخ، (الطالب ويكيو) فبز الأول الثاني في (سيني) التي (كر) بها على المعارضة بعد سنوات من الفرار من الموالاة…
أنغام وألحان بدأت بها المعارضة تعاطيها مع الاستحقاقات الانتخابية… فهل بدأت المعارضة حفلتها التنكرية ب”كر: سيني”، لتنهيها ب”بكر: مكه موسى”؟ (ذاك مْزحل)… في مقامات النضال، و”أحوال” المعارضة، ودخول مبكر في (أجانبه العاكر)، بعد سنوات من ترديد (لشوار) ختمت ب”مشوا لمعيط”…