إمرأة أربعينية تكتب … إلى رئيس الجمهورية / محمد الحافظ احويبيب
سيدي الرئيس ، نظرا للظلم الذي تعرضت له ولازلت اتعرض له من ذوي القربى قررت أن ألجأ اليكم طالبة انصافي من بني “جلدتي” او على الأصح “جادتي”.
سيدي الرئيس ،
إليكم قصتي،
انا سيدة في عقدي الرابع -مع انه ليس من عادة النساء أن يبحن بأعمارهن -لكن لا أدري لم خالفت هذه القاعدة،هل لأني أود أن اكون صادقة معكم من البداية؟ ام انه استعطافا لمروءتكم؟ام هو كيد النساء؟في الحقيقة لا أدري، قد يكون كل هذا،وقد يكون لاشيء من هذا كله!
على كل لايهم سبب البوح بالسن،وانما قصة الظلم الذي أعيشه يوميا هي الأهم.
ولدت في الخامس والعشرين من مارس سنة 1975م لأسرة بدوية بسيطة تتكون من اب عربي أصيل وشهم إسمه “هلال”
وأم محافظة ذات ثقافة إسلامية محظرية واسعة ضاربة في القدم بملامح افريقية إسمها “نجمة” واخ يكبرني بخمس عشرة سنة إسمه “استقلال”
هذه الأسرة التي لاتملك سوى خيمة من “وبر” على شاطئ البحر رغم شح امكانياتها تمتلك من الطموح وعلو الهمة ما يجعلها تواجه ظلم التاريخ والجغرافيا لها بعزيمة لا تلين وصبر لا حدود له.
فبالرغم من حداثة سني تمكنت في ظرف وجيز أن أكون “سندا وعضدا” لأخي حتى يتجاوز ” مراهقته” وأن أكون كذلك “عمودا فقريا” تستند عليه العائلة في أحلك الظروف و في الوقت ذاته “همزة وصل” لها في حلها وترحالها،وكذلك مصدر سعادةوفرح .
سيدي الرئيس ،
اليوم عندما التفت حولي أرى كل شيء تغير:
أخي : وبعد أن كان “مراهقا شاردا” في الصحراء أصبح “رجلا راشدا” – يتمتع بالحيوية والنشاط وهو في نهاية عقده الخامس ضاربا المثل أن العبرة بالطموح وعلو الهمة لا بالسنين-
و”الخيمة الوبرية ” اصبحت “ناطحة سحاب”
والأسرة التي كانت “بدوية” أصبحت أكثر تحضرا ومواكبة لعصرها دون أن تغفل ماضيها و حق “شهدائها “عليها من أفراد عائلتها الذين ضحوا بدمائهم في سبيل أن تبقى هذه الأسرة عائلة واحدة متماسكة يشد بعضها بعضا.
والمحظرة التي كانت الأسرة تنهل من معينها أصبحت رقمية لا تعترف بالجغرافيا والحدود.
سيدي الرئيس ،
كل شيء حولي طالته يد التغير الا أنا!
سيدي الرئيس ،
من عادتي ان أنظر إلى المرآة كل صباح -كسائر النسوة”- لكن في كل مرة أرى عوامل التصحر بادية في محياي ، واقول في نفسي مالعمل ؟حتى سنحت لي الفرصة بمناسبة “عيد ميلاد ” اخي “استقلال” ثم أصبحت بعدها مواظبة على استغلالها ايما استغلال واحاول فيها دوما ان لا اظهر الا بمظهر لائق أمام “الزوار” فاخفي التجاعيد التي في وجهي “بمساحيق تجميلية ” لكن سرعان ماتختفي أمام اول عاصفة رملية لاظهر على حقيقتي المؤلمة وبوجهي الشاحب كالعجوز الشمطاء.
وفي كل مرة أعاود الكرة لكن دون جدوى، ســـئمت “المساحيق” و”العمليات التجميلية”
سيدي الرئيس ،
انا فقط بحاجة إلى أن يشملني التغيير كسائر أفراد عائلتي!
وان يعاد الي شبابي كما كنت،
وان أعود “سندا وعضدا” لأخي و”عمودا فقريا ” لعاءلتي و”همزة وصل” لها في حلها وترحالها كما كنت،
ومصدر سعادة وفرح كما كنت،
لا مصدر تعاسة وحزن،
سيدي الرئيس ،
قد تتساءل من أنت ِ؟
فاجيبك : انا … طريق ” الأمل”