لكل نظام أبناء يأكلهم، ومرتزقة يأكلونه…/ محمد اسحاق الكنتي
حتى نهاية المعركة.. أبناء النظام وأعداؤه…
لكل نظام أبناء يأكلهم، ومرتزقة يأكلونه…
يأكل أبناءه لأنهم وقوده الذي يحترق لدفعه إلى الأمام.. لأنهم المقبلون عند الفزع، المدبرون عند الطمع… قوم جمعتهم عقيدة فانطلقوا من مبادئ لا يحيدون عنها صوب هدف يحققونه أو يموتون دونه… إنهم جنود النخبة الذين تحصدهم المعارك فيضطر النظام إلى اللجوء إلى المرتزقة.. قوة احتياط عالية التدريب لا تربح الحروب ولا تخسرها لأنها لا تخوضها إلا من الخطوط الخلفية… يؤثر المرتزقة في النظام تأثير العقاقير في الجسم حين يدمنها فينسحب جهاز المناعة من المواجهة فتحقق المكروبات والفيروسات التكيف مع المضادات الحيوية كما يبرم الأعداء اتفاقات سرية مع المرتزقة…
يحتاج كل نظام إلى جهاز مناعة يتمثل في رجال ونساء ينتمون إليه فيخلصون له بكليتهم يجدون أنفسهم حيث يضعهم، ويتفانون في خدمته في الموقع الذي يحدده لهم؛ في قمته، أو قاعدته، أو على حوافه، بل خارجه أحيانا.. عرف دينغ شياو بينغ الإقامة الجبرية، والأعمال الشاقة في مصنع الجرارات لكنه ظل وفيا لنظامه؛ ظل ماركسيا حتى استعاد ثقة رفيقه.. حتى وهو بعيد من السلطة، مغضوب عليه من هرمها ظل يفكر في طريقة يخرج بها بلاده من حالة التخلف التي تعيشها لأن ارتباطه بالنظام لم يبن على مكاسب ومناصب وإنما بني على مبادئ راسخة وأهداف واضحة… تلكم البادئ والأهداف هي التي مكنت النظام السوري من الصمود سبع سنوات عجاف في وجه الترهيب والترغيب، وهي التي جعلت قادة حزب البعث العربي الاشتراكي يقفون مع صدام موقف عز، ويصعدون معه إلى المشنقة. في كلتا الحالتين لم يتسلل المرتزقة إلى النواة الصلبة…
لعل من محاسن الاستحقاقات المطلة علينا اليوم أنها ستمحص أبناء النظام وستكشف المرتزقة الذين يحاولون التسلل إلى مفاصله. فقد كان رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز صريحا في خطاباته في ولايتي الحوض الشرقي ولعصابة حين أكد أكثر من مرة على ضرورة التصويت لكل لوائح الحزب دون تمييز محذرا بذلك من تعدد الولاءات والانتقاء من لوائح الحزب ما يجد فيه البعض منفعة شخصية، ويبحث عن المنفعة ذاتها في لوائح أخرى موالية للنظام، أو معارضة له. إن مثل هذا السلوك سلوك معادٍ للنظام لأنه يهدف إلى إضعافه وإلجائه إلى تحالفات سياسية هشة تصرفه عن تنفيذ برنامجه الوطني الطموح الذي حقق به خلال العشرية الأخيرة مكاسب كبيرة لوطننا. ولا يلجأ إلى هذا السلوك سوى أعداء النظام وإن تظاهروا بتأييده. واختراع قصة “المغاضبة” ليس سوى محاولة للتغطية على تلك العداوة المتأصلة. فالعديد من الوزراء السابقين، والموظفين السامين، من أبناء النظام حقيقة لا يزالون أوفياء له، نشطوا في حملة الانتساب للحزب، وينشطون بتفان في هذه الحملة ولم تدفعهم خسارة وظائفهم إلى المجاهرة بمعاداة النظام، أو الكيد له في السر، لأن ما يربطهم به سابق على الوظيفة ولاحق لها. كما ليس صحيحا أن الذين يخذلون لوائح الحزب فعلوا ذلك لأنهم لم يُرشحوا أو يُرشح لهم، بل هي استراتيجية واعية للإضرار بالنظام الذي ينتسبون إليه من أجل مناصب ومكاسب، ولا ينتمون إليه بأي حال من الأحوال… فهناك من رُشح، ورُشح معه أبوه وهَمش الحزب كل منافسيه الذين التزموا بخيارات الحزب ونشطوا في الدعاية للوائحه، بينما دعا هو صراحة في مهرجان افتتاح الحملة إلى التصويت له ولأبيه فقط، لولى تدخل مناضل شريف وصف قوله بالخيانة ودعا إلى التصويت للوائح الحزب مجتمعة، قائلا..”لقد عرفنا وأجدادنا بالوفاء بالعهد”. فهل يعد هذا في المغاضبين! فلم يمنعه ترشيح الحزب له ولأبيه، في سابقة على التراب الوطني، من الدعوة جهارا إلى التصويت لأبناء وبنات عائلته على لوائح المعارضة، والمعارضة الراديكالية بإملاء من رجل الأعمال المطلوب للعدالة… ستنجح لوائح حزبنا، إن شاء الله مجتمعة، بتضحيات أبناء وبنات النظام الأوفياء، وسينكشف المندسون… أم حسبتم أن تتركوا..