غزوة الاحزاب\ ذاكو وينهو
دخلت المدينة على حين غفلة من اهلها ووجدت فيها امة من الناس يشقون…الابواق الصدئة مربوطة تارة على اعمدة تثبيت الخيام التي تترنح في خفة حتى من سكون الرياح…وبعضها مثبت في عجلة عربة حمار آثر صاحبها الجلوس تحت تلك الخيام ليكون جزء من الفضول المتدني السائد هنالك….وقد اسندت اليه مهمة صناعة الشاي فعشقها لانه لا يتقنها…حوله اقران يساعدون السكر المتراكم كهرم صغير في رقبة البراد على النزول في القاع…يدعمونه بايديهم وعندما يغص البراد ويقيء سائله الاحمر على اطراف منكبيه يتلقونه باكفهم ويعيدون ما استقر فيها الى بطن الابريق المتخم…تحت تلك الخيام تعترضك سوءة مكشوفة وغراب يثير الارض لياكل الجثث المتحللة..رسالة الفن والشعر تعفنت وتحولت الى مشهد مثير للشفقة والتقزز معا…فنانات شابات يغنين ….يمارسن فاحشة التغزل السياسي باسماء لا يعرفن عنها شيئا…والغريب انهن يتفنن في الايقاع كانهن يعشن حالة طرب حقيقي…انظام يغلب العرج على اكثرها في تمجيد المترشح وتاريخه المزيف…
لما تقدمت من منكب المدينة الايمن تراءت لي صور المترشحين الصخمة تعلو السقوف…لم اصدق اني ارى صورة احمد منصور…انه هو بابتسامته وعارضيه المحلوقين بقياس دقيق حتى ليخيل اليك انك امام لوحة ولست امام صورة…قال صديقي انه هو….لكن انظر هناك تلك صورة رئيسة كورواتيا تجعل على راسها خمارا تبتسم للمارة في دلال انثى لا في ارادة امرأة….وتلك صورة نزار قباني……..صاح مرافقنا وتلك الصورة التي تلامس عمود النور صورة مادورو رئيس فنزويلا ويبدو متوترا كفارس جبان…نلمح ذلك في انعقاد حاجبيه….وتلك صورة فريد الاطرش الى جانب صورة محمد عالي اكلاي… ونحن نحاول تفسير ترشح شخصيات كبيرة بعضها اجنبي في المدينة ساقنا الفضول للمقرات لنكتشف ان احمد منصور هو قريبنا صاحب وكالة تحويل الرصيد الملاصقة لدكان “وانطير”…وان رئيسة كورواتيا عاملة دعم جربت ضرب الودع في بهو السوق فلم تفلح….اما صورة نزار قباني فهي لمعلم متقاعد …مادورو سائق صنبطلي يدعى احيانا انه دبابة شارك بها في حرب الخليج….فريد الاطرش فار من حرب الصحراء يقضي اكثر وقته في ساحة سوق الحيوان يعلق على ضروع الماعزة ويحكي عن بطولاته اذا خلا المكان من معارفه… …محمد عالي اكلاي ممرض وخاصي حمير ماهرومؤذن في مسجد الحي القديم ….في حي البوطوار بالون منفوخ عليه صورة نواس الشريف…اقتربنا منه فقرأنا اسم مراقب المدرسة الاولى في المدينة…كان اول زمنه من اجيجبه عندما كان يستغل مساحة زراعية لاحد رجال تلك القبيلة…ثم صار من اولاد بسبع عندما ظهرت اول مخبزة كهربائية في المدينة لرجل من اولاد باسبع فاستفاد من خبز مجاني كل يوم…ثم ارتحل الى اولاد عمني لان قائدا عسكريا منهم حول الى المدينة…ولما افتتح رجل من ادوعلي اول محطة بنزين في المدينة اصبح علويا….ثم مواطنا من تجكانت لان الحاكم الجديد جكني…لينتقل بعد شهور الى رجل من سرقله سكن ابوه هذا الحي طالب علم ولما اعجب شيخ المحظرة زوجه احدى بناته لتبدا قصته مع البيظان قال ذلك لان المفوض الجهوي الجديد للامن الغذائي من سرقله.. ..لم يسمح لنا الفضول والعطر الممزوج بزفير المناطق المتعرقة من جمهور مختلط ان ننتظر حتى نرى ابا سفيان يصيح في الناس اني راحل ويركب راحلته معقولة…
من صفحة ذاكو وينهو على الفيسبوك