الاحتمال الثالث : الحل في الاجماع الوطني.. على مذهب مالك / عبد القادر ولد محمد
تحدثنا سابقا من هذه الصفحة في منشورين منفصلين عن احتمالين يشكل احدهما عنوانا للمرحلة القادمة بعد ان صار جليا ان النظام المتجسد حاليا في حزب الاتحاد الجمهوري سيسعي. –والواقع انه لا مانع قانوني ولا عملي من ذلك –للفوز في معركة الرئاسيات المرتقبة بتناوب على السلطة العليا من منطق الاستمرارية و قد بات من المؤكد ان الاستقطاب المنتظر بالمناسبة سيكون -اذا لم تطرأ عوامل اخري على المشهد السياسي الحالي -حادا بينه وبين معارضته الساعية الى تحقيق تناوب من باب القطيعة معه وفي هذا السياق تشير المؤشرات الاولوية الي امكانية حدوث صدام انتخابي عنيف بين القطبين على ضوء عامل جديد يتعين التعامل معه بحكمة للحفاظ على الهوية التاسيسية للجمهورية الاسلامية المورتانية.
ان هذا العامل المتمثل في صعود التيار الاسلامي الاخواني المشرب على أنقاض لكي لا اقول على ركام احزاب المعارضة التقليدية يطرح اشكالية كبري حيث. انه من المحتمل جدا ان نجعل من الاسلام الذي هو اهم ما يجمعنا كعامل هوية وطنية مؤذنا لإيقاظ الفتنة النايمةً ،
ان مورتانيا التي لفتت انتباه العالم بمقاربتها الامنية في مجال مكافحة التطرف العنيف عبر حوار هادف وفِي سعي جاد لتفكيك اصوله الفكرية . والتي ينتظر منها ان تكون نموذجا للحكامة الدينية يحتذي به في مجموعة دول الساحل الافريقي وتعتز به في المنابر الدولية و علي وجه التحديد في فضاء البحرالابيض المتوسط وحتي في الحواريات حول الاسلام والمسلمين في اوربا و في غيرها من ارض الله الواسعة مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضي بمواصلة نفس النهج في سياق الخيار الديمقراطي و ما يترتب عليه رغم الصعوبات الهيكلية من محافظة على الحريات العامة و من هذا المنطلق يتعين على النخبة و صناع الراي تشجيع الدولة بالمفهوم العام على القطيعة مع المسلكيات الاقصائية و ما قدينجم عنها من مصادرة للآراء وحل للاحزاب الى غير ذلك من علامات التحلل من السلوك الديمقراطي ..
ان كاتب هذه الحروف الذي كان ولا يزال من اشد معارضي فكرة انشاء حزب إسلامي في الجمهورية الاسلامية المورتانية لأسباب معلنة يضيق المقام عن ذكرها و قد تم سردها في اكثر من مناسبة لا يري من الحكمة ولا من الاخلاق السياسة التي يحصل السكوت عليها الدعوة الى نقض خارج عن مسطرة القانون لنتايج الانتخابات التي تترتب علي قواعد اللعبة الديمقراطية المتفق عليها والتي يتعين مهما قيل في ظروف تنظيمها على جميع الأطراف موالاة ومعارضة احترامها بمجرد قبول المشاركة فيها،،
ثم انه لا يخفي على اي مراقب موضوعي ان التوظيف السياسي للدين لم يكن و لم يعد حكرا على التيارات الاسلامية المعارضة بل انه و جد و يوجد ضمن الموسسة الأهلية التي تساند تقليدا وتقليديا السلطة وكذلك ضمن تيار السلفية الجديدة المهادن لها من وظف و يوظف الدين. لاغراض سياسية منافية في حالات عديدة لروح دولة القانون والمؤسسات من اجل ذلك اعتقد ان الحكمة تقتضي اعتماد رؤيية أفقية توافقية حول مكانة الاسلام المحفوظة في دستور الجمهورية عبر مواصلة الحوار. الهادي بين مختلف التيارات تحت إشراف الهيئات المختصة في جهاز الدولة
ومهما يكن فان احتمال ركوب الخيل في غزوة جديدة ضد جماعة الاسلاميين الممثلة بحزب تواصل ذكرني بمقال نشرته سنة 2006 ابان المرحلة الانتقالية الاولي -و هل لا كنا مذ انشاء الدولة الوطنية الي يومنا هذا في غير مرحلة انتقالية ؟ تحت عنوان : مستقبل مورتانيا السياسي : ضرورة الاجماع الوطني و تهافت الديمقراطية التنازعية ( أنظره باللغة الفرنسية على الصفحة ) ، حينها اتصل بي العديد من الدبلوماسسين الأجانب بعد ان أقنعهم بعض محللي صالونات نواكشوط الخامرة بانني متواطئ مع ” القادة العسكريين ” ضد الديمقراطية و استغرب اكثر من واحد مني ذلك الموقف الداعي الي التفكير المشترك في نمط من الحكامة المجمع عليها وطنيا لإخراجنا من الحلقة المفرِّقة التي يقودنا اليها التجاذب العنيف من اجل الوصول الي السلطة او التمسك بها ،،
و خلاصة القول ان الانتخابات التشريعية والبلدية التي اجريت حينها كانت مع فارق السياق كالانتخابات الحالية مناسبة للتفكير في تصور متفق عليه لدور الموسسة الرئاسية على ضوء دستور برنامجي او ميثاق وطني يحدد للحكومة الاولويات في المرحلة القادمة انطلاقا من ضرورة تقليص الفوارق الاجتماعية على اساس توزيع عادل للثروات الوطنية كدفع لثمن العافية الاجتماعية و كذلك انطلاقا من تحقيق اهم الأهداف المتعلقة بالتعليم والصحة للجميع .. و على هذا النحو فليتنافس المتنافسون،،،،،،في التحليل والنقاش و الاقتراحات اما نصب الاسلامين ك ” قنينة شارة ” يتعين اسقاطها بعجرفة الرماة فلن يؤدي الا الى المزيد من المزايدات التي جئنا منها و التي ظهر للعيان عدم جدواييتها وحاصله ان الحل بخصوص صعود. تيار الاسلام السياسي على حساب تيارات المعارضة التاريخية ينبغي ان يكون مناسبة لتأكيد وتجديد على مذهب مالك ” الاجماع “الوطني حول الاسلام في مورتانيا ،
وكتبه عبد القادر ولد محمد تيب عليه ..
99 تعليقات