لم يكن جميل مقنعا / محمد الامين مامين
تابعت تغريدات الأستاذ محمد جميل منصور حول سيادة الخطاب الشرائحي في الحزب و تحوله إلى منبر لخطابات فئوية ضيقة و ابتعاده أكثر فأكثر عن شموليته و اتزانه و وسطيته كممثل لتيار إسلامي جامع مانع.. و لا أنكركم أنني تفاجأت حد القلق من ما ورد في هذه التدوينات!
فصاحة الرئيس منصور و جزالة لغته لم تسعفه هذه المرة لإيجاد تبريرات منطقية لانحراف بعض نواب الحزب عن مسار الحزب.. بل كاد يعطيهم الحق لولا ملاحظة خجولة عن أنه ليس للمعارض أن يجد نفسه في حكومة موالاة!
-أولا… من المزايدة بمكان عدم التفريق بين تهييج المجتمع و تشجيع المحاصصة و الكوتا الفئوية و الشرائحية، و بين المطالبة بالحقوق و إنصاف المظلومين… كل الموريتانيين باتوا مقتنعين بضرورة إيجاد تمييز إيجابي للطبقات المحرومة.. ولكن ذالك يكون عبر سياسات تنموية موجهة تمكن الكل من الحصول على فرصته و تجاوز معوقات الماضي و الإلتحاق بغيره ممن لم يبتعدوا أصلا.. فالكل في بلاء الفساد سواء..
– ثانيا محاولة تبرير خطإ بخطإ، زلة لا تغتفر لأحد أعمدة النضال و ركائز الحراك الاسلاموي القائم على تمثل مثل عليا أكبر من الجميع و أعم و أشمل.. القول بأنه ما دامت القبلية متقبلة فلم لا نتقبل الشرائحية و بعدها العرقية و هلم جرا!.. فلأننا نعاني من داء القبلية العضال.. فعلينا أن نقبل حقنا مرضية من أدواء العرقية و العنصرية!.. منطق غريب ممن هو مثلكم سيادة الرئيس.
– لا أعتقد أنه يمكن عزل حيرة التوجه و الخطاب التواصلي عن الحيرة و التخبط للخطاب الاسلاموي عموماً بعد النكسة في مصر و الارتكاس في سوريا و ليبيا و تحول السعودية من موقف المتغاضي إلى موقف المعادي…
لقد اعتبرت الحركة أن جمود مواقفها مع الغرب إبان حكمها في مصر كان سببا في نكستها و أنها ربما كانت لتتجاوز ذالك مع قليل مرونة تأسيا بأخواتها في تركيا مثلا.. مما جعل حزبا كالنهضة في تونس لا يجد غضاضة في التصويت على قانون مناف لنصوص التنزيل.. و دخيل على مجتمع عربي مسلم كالمجتمع التونسي .. بل يقف مؤطر الحزب و مرشده الروحي مدافعا عن القانوني و مقرا مدينةَ الدولة!
هذه العقدة دفعت بالخطاب الإسلامي إلى تبني مواقف تكاد تكون غير إسلامية.. سعيا إلى تقبله في دوائر الغرب و تحسين صورته هنالك… و لكن ما يغيب عن قادة هذا التوجه في التيار.. أن سياسات مثل هذه تفقدهم قاعدتهم الشعبية و تضعهم في زمرة أزلام المستعمر و حماة مصلحته التي بدأت حركاتهم أول ما بدأت سعيا لمحرابتهم…
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
74 تعليقات