السيد عبيد والجنرال الظب فى ساحةً جامع الفناء/ عبد القادر ولد محمد
اكاد اجزم انه لم يكن لأي من الأجانب الذين شاركوا في موتمر مراكش حول الهجرة ان يضيع فرصة الحج والزيارة لأداء عمرة ساحة الفناء قلب المدينة الحمراء النابض ليليه كنهاره لا يخلو من زائر و لا من تاجر،،. فرغم ضيق الوقت و اكتظاظ البرنامج حرص كل مشارك تمشيا مع هجرته على الانسحاب بمفرده او رفقة صديق او ضمن جماعةعلى الذهاب الى الميدان المشهور. بغية الوقوف على عجائبه و الغوص في أسراره ،، و بما انني اصلا من غزية تسللت في وقت مخصص لاستراحة الغداء من ميدان الموتمر رفقة الاستاذ محمد بن تقر مدير الاستراتجيات بوزارة الاقتصاد والمالية قاصدا ساحة العجايب والغرائب لكننا خلافا لما كان متوقعا لم نجلس في أعالي قهوة فرنسا كما فعلت المستشارة انخيلا مركل من قبلنا لمراقبة المشهد الساحر.
وددت لو اجد الوقت المناسب لتتبع اثار الكاتب الإسباني خوان كًيتسولو Juan Goytisolo
الذي كان لمراكش بمثابة محمد ولد الطلبه لتيريس. او لزيارة معالم المدينة التاريخية على ضوء ” كتاب الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشيةً” او على ضوء ما ورد في كتاب المعسول عن الملحمة المعينية – بقيادة الشيخ محمد الهيبة.-التي شارك فيها ضمن طلايع من مجتمع اهل الخيام جدى المباشر احمد محمود دفين لكصابى بواد نون ،، او لرحلة فى خيال رواية كريستين كلود ”
Christine Claude. لى كًولينوي ” بالجانب الاخر من المدينة الحمراء
“Les Golinouilles – De l’autre côté de la Ville Rouge ”
التي التقي فيها بطلها المدعو العم عمر. بكائنات غريبة من الاقزام تتطلع الى دراسة العنصر البشري …
لكن الوقت ضاع اثناء جولة على الاقدام في رحاب السوق القديم مرورا برحبة الزيتون و تحديدا بوقفة في الرحبة القديمة حيث اخبرنا الدليل. ” لمتغشمي” من حسن نيته او من ” ازروكٍيته ” بان ما نراه امامنا معروضا يسمي ” انبكً” فرد عليه رفيقنا الفاضل رمز جماعة الافاضل الاستاذ محمد بن تَقر بفتح الراء وهي تسمية تطلق في منطقة الحوض على سمي شيخنا نسبة الى شيخنا الشيخ حماه الله : باط واخلاص ذ كًدها عندك ؟!
لقد كان اللقاء بغير ميعاد مع السيد ” انبكً ” مناسبة للاستاذ لتقديم محاضرة عن هذا الكائن النباتي المحبوب عند اهلنا حيث انهم بسمونه إجلالا له بلفظة ” عبيد ” مجردة و ربما تكون لهذه التسمية الاصيلة صلة وثيقة بفرقة اوايل. الاسلاميين من دعاة العبيديين الذين جاؤو ا لبلادنا ايام امبراطورية غانا و قد اجاد الاستاذ وأفاد في ذكر فوائده التى لا تحصى وقبائله التي ذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : ذراع لعزوز و بوعريوه و صمب بارك ،،،كما تزامن سرد الاستاذ مع صورةً لطبق من انواع النبق بعثها له بهاتفه الذكي جدا المدير العام بوزارة الداخليه و الأمركزية السيد سليل سادة مجتمع البيظان الاداري الاديب حماده بن أمًيمو الذي حدثنا بعد ذالك انه بعث بالصورة للاستاذ في لحظة شوق واشتياق لا نها جعلته يشعر باحتراق من نوع ” ادواخ ” و كان نفس الشعور يتدفق في حديث رفيقنا الاستاذ تقر الامر الذي اثار استغراب دليلنا الفاسي اصلا الكندي تربية و هجرة حيث قال انه لا يتذكر بخصوص انبكً. سوى قولهم لمن أزعجهم بحديثه : سير نبًك! . ( يا هذا اذهب لحصاد النبق )،،ضحكت. على نبرة التعيير لرفيقي من العبارة التي استهدفت هجرة ثقافة النبق عند البيظان على هامش موتمر معاهدة مراكش ،.لكن التعيير كما يقال عندنا لا يؤجل الى الآخرة ،،،
فمباشرة بعد خروجنا من الرحبة القديمة لفت انتباهنا رجل اسمر جالس في ظل عريش يتوسط ميدان الفناء و يلبس الدرًاعة المورتانية او على الأصح ثوب شبيه بما نسميه غشابةً جامع الايمان و لما اقتربنا منه راينا في بضائعه صورة متنوعة من الحياة المادية لمجتمع البيظان. كالصرمية و المزود و اشكاره و بعض المواد المعهودة للطب التقليدي عندنا كبيض النعام و زهمه ولعل اكثر ما لفت انتباهي في خليط شنكه بنك المعروض للبيع هي علبة مليئة من كائنات صغيره سوداء من جنس الزواحف كنت قد عرفتها معاينة و مطاردة ايام زمان في الهضاب الحجرية بمنطق ادرار تسمي ” اظبوبه ” جمع ظب او ضب بالفصحي،،، و معلوم ان الضاد ينطق عندنا احيانا بالظاء في بعض القراءات من باب الحرص على الفصاحة. مع ان. الذى وجدنا عليه اوئلنا من الطلبه هو. ان تبديل الضاد بالظاء فى الفاتحة يعد من مبطلات الصلاة ..
المهم ان حديث الضب طغي على كلامي مع بايع “خرامز البيظان ” الذي قال بعد ان استعرض فوائده الصحية ان العلبة تحتوي على جيش من “أظبوب ” منها الجندي و الملازم والعريف والمقدم و العقيد ثم استخرج من جانبه الأيمن ضبا كبيرا واصفا إياه بالجنرال و سلمه لى بغية فحصه مشيرا الى انه حسب قوله بستحق تحية خاصة ،،
سالت صاحبنا عن اسمه و عن اصله فقال انه يدعي مولود و انه من طاطا و ينتمي حسب ما قال الى مجموعة ايت لحسن سالته على ذكر المجموعة عن قرية لكصابي التي تعد بالنسبة لنا الموطن الاصلي للمجموعة التي زعم انه ينتمي اليها فاجابني بعد تفكير عميق في السؤال بان ” بلدة لكصابي تقع في بلاد اشلوحه ” و هو كما يُزعم باعتزاز ينتمي الى العرب و لما سالته هل هو بيظاني ؟ بدا لى كما لو كان يسمع هذه الكلمة لأول مرة في حياته رغم ان لهجته اقرب الى الحسانية من غيرها من اللهجات المنطوقة في المنطقة و رغم كونه يحفظ مسميات بضاعته المشكلة بكلام البيظان ثم حاولت استدراجه الي الشعر الشعبي او الفصيح او الى غير ذلك من كلام العرب او اداب البيظان فاذا به مسدود لا يتذكر سوى اغنية شعبية طلب مني ان أصاحبه في انشادها بالتصفيق على نغمات موسيقي ساحة جامع الفناء و الحمد لله على محو تسجيلها بجهاز الهاتف لان المشهد المضحك كان سيكون افة على حسنات من راءه ،، وليس من راي كمن سمع ، لقد كانت لحظات مشاهدة قلب المدينة الحمراء النابض على هامش موتمر الهجرة هجرة في الثقافات المهاجرة التى لا تبالي بالوقت الضايع والتي اختلطت مذ القدم فضاع معها النسب والحسب والنبك و الظب في مقام الفناء ،،،،،،،،،،والعدم