رمل بلادي/ محفوظه زروق
لن أغفر للماء والصابون اعتدائهما على حبيبات رمل من شاطئ بلادي كانت مختبئة بين سبابة القدم والإبهام تمنيتُ أن ترافقني حتى أعود للشاطئ الذي رفعني فوق منزلتي حتى حسبتني لؤلؤة كريمة لفظتها مياه المحيط الأطلسي وأنا على يقين أنه لولا رمال الوطن لما كنتُ على هذا القدر من الأهمية!
يأمرني وجداني أن أخبر التاريخ عن نعومة ملمس الرمل الذي أعتدتُ منه متكأً تحت دفء شمس الضحى وحنان الموج الذي يطبطب على كتفي كمن علمني فنون العشق دون أن أسلك إلى قلوب الرجال طريقا معبدا بمساحيق التجميل ولا بالكذب و الخداع فما رأيك أيها المحيط العظيم أن تهدأ قليلا كي أرمي في عمقك أسرارا أريدها أن تغرغ لكني لا أملك العزيمة على البوح لذكر غاضب وعيبك الوحيد يا بحر الظلمات أنك مذكر وأنا لم أعد أطيق عذاب المذكر فلا تلمني إن اتخذتُ الدمع صديقا في حضرتك! فبحكم تاء التأنيث أكون أجمل عندما أبكي وأكون أقوى عندما أنكسر!
لطالما منيتُ نفسي بصباح أجمل إلى أن اكتشفتُ اليوم أن أفضل أوقات الوطن ساعات الصباح وأفضل غذاء فيه هو عصير البرتقال على معدة فارغة و تحت أشعة شمس الصباح يستحي البحر ويكون هادئ الطباع نستطيع أن نملك أعنة موجه حتى وإن سحب الوقت بساط السعادة من تحتنا فكيف تأسف مجروحة الفؤاد على لحظات رميتْ في قاع البحر؟
أنا سأعود اليوم للسفر والترحال وإني استودعك كل حرف نطقته فليخرج الموج قليل من صمته والزبد للعناق وليبقى كل شيء على حاله حتى أعود فأتلو عليك ألف حكاية وحكاية وهذه قبلاتي أطبعها على رمال شاطئ بلادي.
103 تعليقات