المرشح الموحد للمعارضة .. ” خرزة صمبا” / الهادي السعيد
حين يعترف قادة المعارضة أنفسهم أنه؛ ليس من بينهم جميعا، شخص واحد مقنع وقادر على المنافسة، ويستطيع جمع الصوت المعارض وكسب الصوت المحايد.. وحين يُقر رؤساء الاحزاب المعارضة أن ترشيح أي منهم حاليا؛ هو تضيع لما يعتبرونه فرصة تغيير تلوح فى الأفق.. وحين ينحصر أملهم فى المنافسة على ثقة الناخب في؛ البحث عن أسماء كل صفة ممكنة التحقق فيها سوى صفة “معارض”، لتقديمها للناخب كخيار المعارضة للترشيح.. -حين يحصل كل هذ- فلا تَلم المواطن العادي غير المسيّس وغير المأدلج، إن هوّ وقف في وجه المعارضة معارضا وصولها رئاسة البلد إطلاقا!
المواطن العادي؛ قد يتعاطف مع الاشخاص، وقد يُعجب بالافراد، وقد يعطى حتى فرصة تسير مجلس بلدي أو شغل مقعد برلماني، لكنه يبقى ذكيا جدا، وفي أسوء الاحوال وأكثر الاوضاع ضبابية، يعرف على الأقل -جزما-ما لايريد !
واقعية المعارضة الآن وإدراكها لحقيقتها، أمر جيّد، وخطوة متفهمة، وتصرف يستحق التقدير.. والأمل معقود على أن يكون بداية تحوّل فى عقلية المعارضة الموريتانية ، وخطوة أولى فى طريق طويل، يمر سالكه بطموحات المواطن وأحلامه منثورة على جنباته، ثم يلتقى به -هو- ناخبا عند نهاية الطريق.. ذلك الطريق الذى ضلّته قافلة المعارضة يوما، ولم تعرف بعد للعودة إليه سبيلا!
اختيار المعارضة لشخصيات لها سمعة طيّبة وقبول شعبي معقول، مثل؛ الوزير والسفير ولد ببكر ، هو قرار ذكي جدا، لكن، المؤسف أنه -فى غالب الظن- قرار سياسي لحظي، وليس محطة تحوّل فى المسار، ولا بداية مراجعة جادة للمنطلقات!
نعم! ذكي لأنه؛ قد يفضى إلى خسارةٍ تحفظ بعض ماء الوجه، بدل الهزيمة المذلة المعتادة مؤخرا! كما أنه بالإضافة إلى استدارجه لأصوات من خارج المعارضة التقليدية، فإنه يجنّب رموز المعارضة لحظة إحراج تكررت مواجهتها أخيرا، عند فرز آخر صوت من آخر مكتب! أما كلام قادة المعارضة عن احتمال شوط ثانٍ -اعتمادا على هذ الخيار- فيدرك قائلوه قبل غيرهم أنه مجرد حلُم و أمنيّة ليسا -حتى- من النوع الذى فيه تضليلٌ، فلن يكون مرشحهم المنتظر بعيدا من الوقع بدرجة تجعله يضل بكلامهم ويعتمد تحليلاتهم السياسية مرجعا، كما أنه قطعا يدرك أن (صنب لو كان بخرتُ إعلگها)، أما الجمهور المخاطَب بها فقد اكتفى بالرد قولا : إن رصيد حسابكم أنتم والمرشح الموحد ، غير كافٍ لإجراء هذه المكالمة، رجاءً معاودة الاتصال لاحقا!!
91 تعليقات