الأمن الغائب والمواطن السلبي / أحمد فال سيد احمد
رحم الله الشاب محمدو ولد برو، و ألهم أهله وذويه الصبر والسلوان..
مجتمعنا، بنخبه وعامته (دون تعميم طبعا)، مجتمع سلبي، وشعاره في الحياة، عمليا، هو: “خَبْطَه مَاهِي فيك، كيف ال في اجْدِرْ”، و “هَمْ ماهُ همّكْ لا إِهمّكْ”..
“أنانية التفكير” هذه جعلت بلادنا مكبا لنفايات العالم من الأدوية المزورة ، والأطعمة المنتهية الصلاحية.. و جعلت عاصمتنا تعيش انفلاتا أمنيا غير مسبوق..
لا يمكن إهمال دور الحكومة في تردي الأوضاع المعيشية والأمنية في البلاد، إجمالا، لكن الشعب يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن سوء أوضاعه بسبب سلبيته و قصر نظره.. الذي يعود جانب كبير منه إلى “التدجين” الممنهج الذي مارسته الانظمة المتعاقبة على البلاد..
تخيلوا أن المسيرات والمظاهرات التي تشهدها البلاد بين حين و آخر، لم يرفع المشاركون في أي منها “لافتات” للمطالبة بتعزيز الأمن ونشره، أو مكافحة الأدوية والأطعمة المزورة التي ملأت البلاد، و أمرضت العباد!! وحتى عندما ترتكب جريمة بشعة ، كحادثة قتل المرحوم ولد برو، لا يحزن لها أو يتفاعل معها إلا ذووه وبعض المدونين في هذا العالم الأزرق، ثم يطويها النسيان.. لأن أغلبية الشعب تعتبرها “خبطه في اجدر”؛ و الحكومة تراها “جزءا من ضريبة الحياة المدنية المعاصرة”.. وبين هذا وذاك تتواصل الجرائم وتزداد بشاعتها مرة بعد أخرى..
علينا أن ندرك أن الجرائم عندما تشيع، ولا يتصدى لها، فإنها لن توفر أحدا.. مكافحة الجريمة ، والأدوية المزورة والاطعمة المنتهية الصلاحية تبدأ من توعية المجتمع، وتبصيره بأن عصر الدولة يختلف عن زمن “الفركان”..
98 تعليقات