ما ذا ينتظر غزواني… وما ذا سيفعل؟
لا. لا أصدق أن سيكون هناك نظام برأسين، ولا برأس ونصف رأس! لكني أصدق توقع المفاجآت بما فيها “النكول”. هناك الكثير من البروق… والاحتمالات: = هل سيستلم الغزواني السلطة كجنرال في كتيبة 2008 الانقلابية المحدودة ويحكم، كما حكم سلفه، بقوة ورح وعقلية “الصنادرة”، لا بالاستناد لأصوات الناخبين؛ ويختط لنفسه منهجه الخاص، ويختلق شعاراته ويدني “خواصه”…؟ = هل سيقبل الرئيس الحالي الخروج من المشهد كلية؛ وهل سيكون ذلك ـ إن كان ـ اختيارا أو اضطرارا…؟ = هل سيؤدي انزعاج الرئيس، وربما خوفه، من سرعة انفضاض الجمع عنه إلى مرشحه (الذي تبرأ من ترشيحه)… إلى محاولة التراجع عن ترشيحه، سواء بشكل ظاهر، اصطدامي… أم بتأييد منافس له، خاصة إذا فقد السيطرة على “خليق” السلطة، كما يصفه؟ = ما ذا سيفعل الغزواني إذا ترأس، واستبان حجم الاستياء وكوارث التقصير والفشل والفساد في هيكل الدولة، وإفلاسها واستدانتها… حين يخلو بموقع الرؤية الكاشفة؟ بالطبع لن يستطيع المواصلة وانتظار أن يحمل أوزارا مع أوزاره، والأرجح أنه لن يكون لديه الوسائل والإمكانيات الضرورية لرتق الفتق… ومن ثم لا بد من مكاشفة تجلي الغشاوة وتفضح الغباوة…
*
ما أتوقعه، بكل أسف، هو أن ولد الغزواني لن يجد في النهاية بدا من الاستسلام للواقع وابتلاع ذات العقاقير المسكنة المسرطنة: الاعتماد على الوجهاء والقبائل، والقرابة، وبطانات السوء السياسية العتيدة الجاهزة، وإعلام الدجل والتضليل… واستجداء الخارج المتكبر! ** النجاح الوحيد الممكن لكبح جموح هذه الدولة ووقف انحدارها إلى الهاوية يتطلب شرطا أساسيا من أي حاكم: ألا وهو التحرر من لعنة عشق ذلك الكرسي الدوار! فمتى جاء رئيس لسان حاله وجوهر أفعاله هو: “إما أن أصلح شأنكم وأعدل بينكم، وإما أن أعتزلكم وأعيد الأمر إليكم”، فسيستطيع أن يفعل شيئا نافعا في الاتجاه الصحيح.