canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءمواضيع رئيسية

الرؤساء واللغة العربية (عراكَيه.. فقط لمن لديه تخمة في الوقت)

أظهرت أجواء ضرب الرَّمل السياسي هذه الأيام، بعض الارتياح والتَّمنِّي بميلاد لسان رئاسي مُبين،.. أكثر فصاحة وألْسَن من أسلافه.
منذ عقود ونحن نسائل اللغة المغرورة، ما علّتها؟،.. كلَّما ارتَقت في السّلم الإداري تمنَّعت، وأبَت السَّلاسة ،..
فقد تعوَّدنا أن تصطفق شفاه رؤسائنا مرات قبل أن تأذن ألسنتهم بخروج كلمة تفيد لغة.. وإنْ خرجت تكون لغة وَسِيطَة، لا هيَّ عربية فصيحة النّطق، ولا هي حسانية سليمة…

أظهرت أيضا على إصرارنا الأبدي، على استقبال آلهتنا الرئاسية الجديدة بالغزل استصناما في كل شيء، وتوديع آلهتنا الرئاسية القديمة بالعذل استذمامًا في كل شيء،.. فبسرعة البرق ننقلب، ونُقلِّبُ مواقف لا تكاد تمكث في اليد..

لن أقيس في مزايدات الفصاحة، على المغفور له المختار ولد داداه، فهو مُحام، ومهنته خوض المعارك، وانتزاع النصر بالكلام،.. أغلب خطاباته كانت بالفرنسية،.. أو بفرنسيتين: واحدة “بالرواية الافريقية” يُفخِّمُ فيها الرَّاء، وواحدة “بالرّواية الباريسية” الأنيقة، بإدغام شفهي بين الراء والغين، في تسجيلاته مع الاعلام الغربي.

كان خطاب “غزواني” مفاجئا، فلم يكن من شاكلة الخطاب الذي عادة ما يفتتح به قادتنا سجل العثرات اللغوية،.. فالمشقة في اللفظ، والبطش في اللغة اصبحت من تقاليدنا العسكرية الراسخة في الذهن، ولم يعد غريبا ظهور أعراض الكساح اللغوي على فخامة الرئيس.. عادي.
هذه الأسباب حولت خطاب “غزواني” من مجرَّد استهلال سياسي لمُترشّح، إلى صكِّ تزكية، وانتقلنا من إحصاء خسائرنا اللغوية العليا.. الى البحث عن مصالح البلد ومنافع السَّاسة في جزالة اللغة.. سأزيدكم “تصفيقة” بأن لسانا عفيفا، ذكر لي منذ سنين أنه صلى التراويح خلف تلاوة “غزواني”،.. “ذيك مرقاية لأهل الحملة”، فاذكروني عند ربكم٬ ولا تقولوا إن الشيطان أنساكم، فالشيطان بريء من أهل العربية.

لا أظن الأمر يتعلق بخلفية الرجل “الزَّاوية” أو “المشيخية”، فالمعايير انقلبت منذ وقت بعيد،.. يقول الصّحفي إبراهيم ولد عبد الله، إن التَّمدرس الحديث “سَعْربْ ازْوايه” و”سَزْوَ لعْرَبْ” .. وقوله صحيح، والدليل، الفريق محمد ولد الشيخ محمد أحمد(غزواني) مقابل الشيخ محمد جميل ولد منصور،..
القضية ببساطة في المسار الدراسي.

سأتناول ثلاثة رؤساء، شَطَّتْ بهم العربية، وتعادلت ألسنتهم في نقص المناعة اللغوية، رغم تميزهم بذكاء فطري حاد، وقدرة على القيادة.

كان الرئيس معاوية غير مُعبِّر بالفطرة حتى بالحسَّانية، وإذا تَعسَّر عليه وهو يطارد كلمة أو اشتقاقا، تراه يَصَّعَّدُ في مشقَّة مع بعض التّوتر، مُحاولا تجميع ما يجول في خاطره على شكل كلام،..
تلقَّى الرئيس معاوية تعليمه العسكري في فرنسا، سنتين قبل الاستقلال، وما كانت المفخرة العسكرية “سين سير” لتُدَرِّس ابن مستعمرتها بلغة سيبويه، ثم إنّ دائرة علاقاته فرنكوفونية عمليًّا واجتماعيًّا،.. لكن بالمقابل بذل الجهد في تعلُّم العربية، وفي سبيل ذلك أعاد نفسه لكرسي التَّلمذة وهو رئيس في القصر، تجاوز العُقد، وأصرَّ على تعريب لسانه ولكن أيضا على تعريب الإدارة والتَّعليم والجيش،.. إذن قدم “الألكن” من الخدمة للُغة الضَّاد ما لم يقدّم لها جمعُ الغامزين في مستوى تعبيره وتعريبه.

دَرَسَ المغفور له اعل ولد محمد فال منذ طفولته المُتوسِّطة في فرنسا، ليواصل تعليمًا عسكريًّا مُغلقا حتى الأكاديمية، وبالتّوازي درس القانون،.. قد يجهل -ربما ـ بعضنا أن اعل مثقف من طراز نادر، قارئ كبير في أغلب المجالات، مُتصَيِّد دوْمًا لآخر الإصدارات، ومُحدِّث راقي التَّصنيف واللّسان.. ومن الطبيعي أن يؤثر مسار دراسته على علاقته باللغة العربية،.. وقد كان -رحمه الله- ومحيطه الأسري يتندَّرون على نطقه لبعض الكلمات من قبيل “عِنْدنْ مَّا”، وتطويل بعض الجمل بلازمته المعهودة، “ذاك إلِّ ذاك هو، هو”.

الرئيس محمد عبد العزيز، لم يشذ عن أسلافه من العسكر، تعليم قاعدي باللغة الفرنسية، مراهقة وشباب في تعليم عسكري خالص وبنفس اللغة، وتخصص أكاديمي في الميكانيكا… فهل كانت الفصاحة لتغازله؟!.

لا أظن ألسُن قادتنا من العسكر خزَّنت في جعبها الكثير عن قواعد الضاد قبل امساكهم بدفة الحكم، لكن من باب الانصاف مادامت العربية لم تكن هيَّ أصل ذائقتهم اللغوية في طفولتهم، فليس من الانصاف سبّ السنتهم وهي تمشي على أطرافها، في حقل لغوي غريب عليها، دراسة ومُمارسة.. لم يتوفَّر لهم أبدا بناء علاقة دافئة مع اللغة العربية، فالحُبّ اللغوي يبدأ ويتراكم من الطفولة والمراهقة.. وسلاسة النطق مُحصِّلة سنين من الدُّربة والتَّمرس على القراءة وضوابطها، إملائية وإعرابية.. ومع ذلك نحمد لهم ما بذلوا من جهد ليواجهوا الجموع بلسان معقوف.. فلا يمكن تصريف تاريخ الأشخاص خارج سياقه الذي مَهَّد له ودار فيه، ليُغزل بمغزل المذمَّة المَعْرفية والنَّقائص اللغوية،… فللإنصاف كان هؤلاء ضحايا مرحلة من العطب اللغوي والفكري واسعة النطاق، لا تبدو لها نهاية قريبة، ..ألم يُصنَّف المُستعمر بعض علمائنا الأجلاء في خانة “الأمي”، لأنه لا يقرأ ولا يكتب الفرنسية؟!… إذن عدم معرفتهم للعربية هو عدم تمكُّنٍ من “لغة” وغير مرادف للجهل في إطلاقه.

لا يقتصر الأمر على الرؤساء، بل يمتد قاعديا للمسؤولين الكبار، والفنيين والزَّعامات التقليدية، التي تُطوِّح ليل نهار بأشلاء اللغة من متكئها العربي، وتشتّتها صاغرة بين الإذاعات والقنوات، وتهش بها ذباب المواقع والصفحات،

أدرك أن الهواية المفضلة والمربحة في اللحظات الفاصلة بين نظامين هي رمي السهام غيلة في ظهر المُغادر، كما أننا نحب مفاجأة الماضي ببعض الحاضر الشّامت الشَّاتم، وبافتعال بعض الخصام يُسهّل التّزود بذخيرة التموضع والتموقع… فنتنافس على لذائذ المدح وحطيئيات الهجاء… فالمكان الذي وَضَعَنَا فيه التَّملق- على سوء صنيعه – لا نبرحه أبدا.
صبر عزيز على الشتم عقدا، ويصبر اليوم على التسابق المحموم نحو الشتم برسم التحمية للانتخابات، فاصبروا على سباحتي عكس التيار لتسجيل شهادة،..

سأقول، إن محمد ولد عبد العزيز لا تمثل الدبلوماسية الاجتماعية أهم نقاط قوته، ولا حتى التواصل البسيط السَّلس مع المدنيين، فطبيعته العسكرية تميل به للصدامية أحيانا، واللامبالاة في كسب الود.. لكنه “عامل ممتاز”، عمل بجد على ملفات كبرى، قوَّم وضعيات صعبة لقطاعات حساسة، وبعث جيشا من مرقد البؤس، حقق به مستوى من الأمن في حفرة إقليمية تغلي،.. سأقول أيضا إنه لاعب سياسي ماكر.. “هذا كامل ما ايجي في اللبنه”،.. صحيح، فالتنمية في عقيدتنا ان لم تكن شخصية فلتذهب للجحيم… ستقولون الفساد وأشياء أخرى، سأقول بأن الفساد تجاور مع الدولة في المشيمة قبل الولادة، وولدا في نفس اليوم، لم يسْتعْفف نظام في شموليته قط، ولم يأكل بمعروف، فهزيمتنا في حرب الصَّحراء من ضمن حيثياتها صفقة أسلحة فاسدة!. هذا ليس استيهاما كاذبا الآن لشيء لم يكن… لا،.. هو ذكر لشيء كان فعلا، لكن الصدور تضيق عن كينونته الآن.

………….
طرائف لغوية رئاسية
……..
أحد الرؤساء وهو يهم بزيارة للداخل، وضع بين يديه مستشاره خطوط خطاب المهرجان الشعبي، قرأ الرئيس:«… وأرحب بكم قِردا قِردا» ، .. انزعج الرئيس «سَاسَ كْوَا»،.. المستشار«احتراماتي سيدي الرئيس، المكتوب هنا، “فردا فردا”»..الرئيس« كُومَاهْ؟، القاف ماتْلَات نكَطتُ وحدة من فوق!»،..المستشار«لا، سيدي ، القاف عادْ ينكَط ثنتين»..الرئيس«بِزَارْ!»،.. ثم تابع القراءة:«… أنا والوقد المراقق لي»، ثم نظر في استغراب إلى مستشاره:«الوَقْد، سِنِّفِّي زَلْكَة، نَسْ پَا؟»،..المستشار:«ذيك سيدي “الوغد” بالغين، وهذي “الوفد”، فاء بالتنقيط الجديد».. الرئيس:« پُوف،..عجيبين أهل العربية قالبهم يستقرو اعل شي!».

كان آخر عهد الرئيس بالتنقيط، قبل حقبة المسخ المشرقي لكتابتنا، يوم كُنا نكتب بالخط الاندلسي ونُعجم الفاء والقاف،.. فنرسم نقطة الفاء تحتها، ونرسم نقطة القاف واحدة وفوقه!.

…………….
بلغاتنا، بلهجاتنا المُختلفة،.. بفصاحتنا وكبواتنا اللغوية سنظل نكرر:
“مغروسة أقدامنا مدى الحقب،.. في هذه الأرض ولا نرضى غلب”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى