لندن و بغداد في مقدم الداعمين للمترشح غزواني/ عبد القادر ولد محمد
يعض الوظائف السامية في الدولة يستدعي اكثر من غيره لزوم واجب التحفظ و اعتقد ان التفكير في المستقبل حول هذه النقطة بالذات يجب ان يكون من جملة الافكار الإيجابية التي أشار اليها المترشح محمد ولد الغزواني في خطابه التدشينى .. وضمن تلك الوظائف تعد مهمة السفير فوق العادة وكامل السلطة و كذلك مهام رؤساء البعثات الدبلوماسية و القنصلية التي يتعين ان تكون بطبيعتها تمثيلا للمورتانيين بمختلف اطيافهم و لمورتانيا التي يتعين ان تتكلم لللآخرين عن مصالحها الوطنية الكبري بفم واحد ..
تلك هي النظرية التقليدية التي ما زلت اومن بها شخصيا، و التي ارى فيها مصلحة موريتانيا فوق كل اعتبار. و قد حصل لي الشرف ان أطبقها في الواقع حين وجدت نفسي مضطرا إلى الدفاع في الخارج بوصفي رئيس بعثة قنصلية عن بلدي في قضية الانقلاب الذي اطاح بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله بوصفه امرا موريتانيا داخليا لا يستدعي تدخل جهات اجنبية في ما لا يعنيها. و قد تصرفت حينها كممثل للدولة المورتانية في استمراريتها بغض النظر عن موقفي الشخصي المناهض للانقلاب.. ولم استجب حينها لضغوط بعض الاصدقاء و قدماء الرفاق في جبهة الدفاع عن الديمقراطية الذين طلبوا مني اعلان تمرد ضد السلطات الجديدة علي غرار ما فعل سفيرنا في واشنطن، لكني ايضا لم أتملق للسلطات المتغلبة و لم استخدم في حديثى عن الانقلاب امام أفراد الجالية الذين كان معظمهم يدعمه عبارة الحركة التصحيحية .. و ربما كان ذلك الغموض المتعمد في خطابي هو الذي يفسر إقالتي من منصب القنصل العام لموريتانيا في جزر الكناري،ضمن المعفيين و المجردين من مهامهم ..
كان ذلك في سياق احدي اكبر الأزمات السياسية التي عرفتها البلاد. اما اليوم فلا اري ولله الحمد ان البلاد في أزمة بل انها تقف علي اعتاب عرس ديمقراطي بهيج من شأنه ان يرفع من قدرها ومن سمعتها عند الآخرين .و لعل ذلك هو اهم ما يتعين علي الدبلوماسيين المهنيننن منهم والمتطفلين عليهم، بصورة عامة و علي السفراء و رؤساء البعثات الدبلوماسية بصورة خاصة إبرازه بأقلامهم و بافواههم و في اتصالاتهم بالبلدان المضيفة لهم.. و لا اعتقد ان الامر يتطلب اصطفافهم العلني في سجال حملة انتخابية داخلية ..
اعرف جيدا انه من الصعب اليوم في خضم تضخم إلانا الإعلامي بمواقع التواصل الاجتماعي التمسك المطلق او التعصب لهذه النظرية التقليدية التي ما زلت اومن بها و التي تخدم حسب رايي مستقبل دولة المؤسسات ..
كما اعرف ان بعض الزملاء في القطاع ربما لا يشاطرونني هذا الراي و ذالك حقهم المطلق واحترمه و احترمهم ..
من ضمن هؤلاء اذكر على سبيل المثال النموذجي سفيرنا في لندن صاحب المعالي و السعادة. الدكتور اسلكو ولد ازيد بيه ” بطروني السابق ” الذي عرفته ايام ضمنا مكتب الرابطة المورتانية لحقوق الانسان وللامانة كان حينها معارضا للنظام القائم في حين كان كاتب الحروف من المحسوبين علي الموالاة و رغم اختلافنا السياسي كنا نتفق على طرح موضوعي للقضايا المتعلقة بحقوق الانسان. و قد شاءت الاقدار ان اعمل في موقف الموظف بأوامره بصفته وزيرا بعد ان سبقته لوظيفة الوزير. و قد خصني بتقدير واحترام ملحوظ حتي انه راي من اللياقة ذات مرة ان يعتذر لي عن تهجمه الدايم بحضوري علي الحزب الجمهوري فاجبته قائلا : معالي الوزير انا كلام اهل الحزب الجمهورى عهد جديد لا يغضبني ( ما يفكًعني ) !! فضحك و اجزم انه فهمني من تلك اللحظة .. و المهم اننا تفاهمنا علي طريقة العمل طيلة عملنا معا ايام تكليفه بوزارة الشؤون الخارجية.. و بحكم معرفتي به لا استغرب طلقاته المتواصلة التي تصيب خصومه حتي ولو كانوا في خندقه فالوزير والسفير صاحب قلم سيال مثله مثل الدكتور محمد اسحاق الكنتي ياخذ عصاه عند الكتابه ويقول ببصيرة لافته ،من حيث الأسلوب والثقافة “انا الاعمي ومن ضربته بالعصا فلا حول ولا قوة الا بالله” .. و يشترك الدكتوران في خصومة حادة مع التيار الاسلامي الاخواني وتلك خصومة تعد بالنسبية لي شخصيا شراب مفضل لكني أخالفهما في الإكثار منه ..
و يزيد الدكتور ازيد بيه اسلكو اضافة الى عربيته الجميلة التي تذكر الى حد ما بعربية معالي الوزير والسفير الاخر وليس الاخر الدكتور ازيد بيه محمد محمود المستشار في رئاسة الجمهورية حاليا رصيده في الكتابة بفرنسية صقيلة تذكر بأيام عز الاقلام المتفرنسة التي انطلقت غداة انطلاق المسلسل الديمقراطي في بداية عقد التسعينيات. و قد اطلق اليوم النار في مقال كتبه بفرنسية أنيقة علي المترشحين المنافسين للمترشح غزواني و في هذا السياق هاجم الامين العام السابق للحزب الجمهوري لتحالفه مع “الشيطان الرجيم المسمي تواصل” كما هاجم صاحب المحرقة ” الحراكً الوحيد ” بيرامه و كذلك الرفيق محمد ولد مولود الذي لم ينهض من سباته العميق في كهف المركزية الديمقراطية …كل ذلك بنبرة اقل ما قد يقال عنها انها ليست دبلوماسية على الإطلاق …
و اذكر دائما على سبيل المثال النموذجي سفيرنا في بغداد صاحب السعادة سيداتي ولد احمد عيشة فهو صديق قديم وكان من اوايل الشباب اصحاب المبادرات الداعمة للنظام العسكري لما هم هذا الاخير بارتداء ثوب الديمقراطية و الذين امنوا بالحزب. الجمهوري و سلموا بيه و بخلفه.. فهو في الحقيقة واضح في توجهاته السياسية على عقد الاشعري و مذهب مالك و طريقة الجنيد السالك لاوامر المخزن ،فالسفير سيداتي من اهل المخزن بل انه مخزني بالفطرة و يعتقد اينما تكون مصلحة المخزن توجد فثمة مصلحته السياسية..
و قد صرت اخشي علي صديقي ( صويحبي ) سيداتي ان تستفز الرصافة مشاعره الصادقة و ان تستيقظ شاعريته الدفينة فيخرج علينا بقصيدة مساندة للمترشح غزواني علي نهج علي الجهم .. في عيون المها..
136 تعليقات