حديث صورة: وقفة المودع وجلسة “المقيم”.. المختار ولد أبراهيم ولد السيد
في هذه الصورة يقف الرئيس المصطفى ولد محمد السالك رحمه الله وقفة مودع لا يريد ان يمكث طويلا في حين بجلس معاوية ولد سيد أحمد الطايع جلسة فاطن و كأنه مقيم ما أقام عسيب و قد شائت الأقدار ان تترجم هذه الصورة واقع الرجلين في كرسي الحكم
قاد المصطفى الضابط الكفؤ و الوطني الصارم انقلابا عسكريا على الرئيس المؤسس المختار ولد داداه رحمه الله اختلفت القراءات في تفسيره بين متفهم و مستنكر و بين معارض و مؤيد و اتفقت القراءات جميعها على وطنية الرئيس الراحل المصطفى طيب الله ثراه و وصفوه جميعا انه في كلا الحالات مجتهد له أجر الاجتهاد .. .
كان الرئيس المصطفى شهما وفيا و لم يفوت فرصة الا و دبج تعابير المديح و آيات الثناء لشخص الرئيس المؤسس المختار سقت شآبيب الرحمة جدثه و هو سلوك نحتاجه اليوم في تسيير ثقافة الاختلاف .
رحم الله الرجلين و اسكنهما فسيح جناته
المصطفى لم يجلس على كرسي الحكم بل ظل واقفا كما في هذه الصورة و كأنه يستعد للرحيل أي لحظة حتى غادر الحكم بعد عام.
ولد الطايع نقلته جلسته الواثقة على هذا الكرسي نحو الحكم فحكم البلاد واحدا وعشرين سنة اختلفت عليه الأحكام فيها بين إفراط و تفريط أحبه أصدقاؤه كما لم يحبوا أحدا و كرهه أعداؤه كما لم يكرهوا أحدا و تلك صفة العباقرة العظام كما يقول العقاد في عبقرياته،
يتفق الطيف الموريتاني رغم اختلافه الشديد على وطنية ولد الطابع و زهده الصوفي في زخرف الحياة .
و مهما يكن من أمر فرغم أن لكل إنسان أخطاؤه و لكل مرحلة اكراهاتها فقد أنجز معاوية ولد الطائع لهذه البلاد الكثير الكثير .