النظام يسجل هدفا في مرمى الأطباء/ محمد السيد
إذا صح ما يشاع من تراجع النظام عن زيادة رواتب الأطباء، فمن الإنصاف – من جانبٍ ميكافلي بحت، لا يولي “للعهد معناه”، أن نسجل له نقطة عليهم في ميدان الدهاء السياسي واللعب على وتيرة حشر الخصم في الزاوية مجردا عن دفء أحضان مناصريه.
لقد تمثل ذكاء الأطباء خلال إضرابهم الماضي في طلاء مطالبهم الخصوصية بطلاء عمومي، وتطعيم عريضتهم المطلبية بتوابل مدرة للتعاطف الشعبي من قبيل”مجانية الحالات المستعجلة للعموم” و”محاربة الأدوية المزورة” وأشباه ذلك من صميم هموم المواطن اليومية، مما أكسب إضرابهم مصداقية وزخما منقطع النظير، بالرغم مما عاناه المواطن المتعاطف جراء ذلك الإضراب.
لكن النظام – على ما يبدو – كان أكثر دهاء من الأطباء حيث رمى لهم الطعم فابتلعوه.
لقد (دلّى لهم الأعراش) حتى جرّد المطلب الجوهري (زيادة الأجور) من الطلاء الخادع، واقتصر على زيادة الأجر؛ فرضي الأطباء ولم ينبسوا ببنت شفة، وكأنما أدرك شهرزاهم الصباح فسكتت عن الكلام المحرم والمباح.
وهاهو اليوم – إن صح ما أشيع – ينكص عن صرف الزيادة بعد أن جرّد السادة الأطباء من رصيد التعاطف الجماهيري الذي اختطفوه بطلاء مطالبهم، على طريقة اختطاف مترشحي الرئاسيات بطاقات المغفلين
من صفحة الدكتور محمد السيد على الفيسبوك