النانة لبات الرشيد تكتب عن “وهم” موت القضية الصحراوية مع كل تطور في الجزائر
بخريف سنة 1978 جرت مفاوضات غير رسمية بين النظام الموريتاني و جبهة البوليساريو بدولة مالي، هرع لحضورها وفد من المغرب، كان قد أدرك نظام الحسن الثاني أن لإنقلاب على نظام المرحوم المختار ولد داداه و توقف الحرب ميدانيا بين البوليساريو وموريتانيا، تطورات من شأنها تغيير معادلة الصراع.
و ديسمبر سنة 1978 توفي الرئيس المجاهد هواري بومدين، فأعتقدت القوى الاستعمارية بأن القضية الصحراوية ستنتهي بوفاة البطل بومدين، في تفسير خاطئ تماما لدعم الرجل العظيم و نظامه الثوري لقضية الشعب الصحراوي العادلة، فتراجع معدل حرارة التفاوض الموريتاني الصحراوي، و صعد نظام المملكة المغربية المحتل أكثر فأكثر، و اضطرت البوليساريو مجددا للإقلاع عن الهدنة إلى أن تمت اتفاقية السلام بين موريتانيا و جبهة البوليساريو أوت 1979.
سبتمبر 1991 وقع المغرب و جبهة البوليساريو اتفاق سلام ينص على تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، بيد أن الجزائر كانت قد دخلت للتو نفق العشرية السوداء، فراهن النظام المغربي مجددا على أزمة الجزائر و أخل بالاتفاق و بنوده .
و ديسمبر 2018 حضر الوفد المغربي طاولة المفاوضات المستديرة بجنيف، بخطاب هين لين، و لغة مواربة لا تعنت فيها و لا استسلام، لغة تغازل أمريكا تفاديا لغضبها.
و مارس 2019 ، و قد مضى حوالي شهر على حراك الشعب الجزائري المشروع، حضر الوفد المغربي طاولات المفاوضات المستديرة في نسختها الثانية بخطاب التعنت مجددا و مقترحه البائد، هذا لأن النظام المغربي يعول خاطئا على ما يحدث بالجزائر ممنيا النفس بتنازلات جزائرية -غير ممكنة- في دعم القضية الصحراوية و نصرتها.
اليوم، و قد انتصر الشعب الجزائري لنفسه و لكل شعوب العالم التواقة للحرية و الكرامة، ما تزال- و ستظل – الجزائر وفية لمبادئ ثورة نوفمبر و ما تزال قضيتي الشعبين الصحراوي و الفلسطيني بأفئدة أحرار الجزائر.
و أبريل هذا العام قد يحمل للمغرب صدمة مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، أو إنهاء مهمة بعثة المينورسو، مثل ما حملت شهور السنة المنصرمة قرار الكونغرس الأمريكي بفصل المساعدات الأمريكية المقدمة للمغرب عن تلك المخصصة للصحراء الغربية..
في كل الأحوال لا سيادة للمغرب على الصحراء الغربية ، و الحق عائد لأصحابه و لو بعد حين.
و سلم لي على قلم البسطيلة، المشغول بأزماته حاليا.
الصورة من مظاهرات الجمعة التاسعة من ولاية تندوف.