عمالة المنازل …/ عبد القادر ولد محمد
عمالة المنازل مهنة تستمد اصولها من العقليات الاقطاعية اختفت في الكثير من الدولة المتقدمة و صارت تخضع كغير ها من المهن لقانون الشغل الذي يحدد حقوق و التزامات المتعاقدين حول رابطة العمل مهما كان شكلها،،،
,,في موريتانيا تعود اصول هذه المهنة الي عقلية استعمارية كان يتم بموجبها استخدام الغلمان ’’ كٌرصونات ,, جمع كٌرصون ’’ باللغة الفرنسية او بويات جمع بُي ’’ باللغة الانكٌليزية ,, المنتمين الي السكان المحليين ,, في منازل المستعمرين … و ظلت بعد رحيل المستعمرين محدودة في بعض منازل البورجوازية الناشئة ,, الي غاية منتصف السبعينات و تحديدا بعد الجفاف الذي اتي علي الاخضر و اليابس حين تدفقت امواج النازحين من الارياف و لم يكن امامهم من خيار للعيش سواء امتهان عمالة المنازل بثمن بخيس و بإهانة لإنسانيتهم ,, و قد تقاطعت المهنة مع العقليات الاستعبادية السائدة حتي صارت شكلا من اشكال الرق ,,, و كان لانتشارها اثر سلبي علي تطور المجتمع الذي نشأت فيه اجيال رضعت الكسل و الاتكال في ابسط شؤونهم الخاصة علي الاخر ،،
.. ادركت شخصيا عهدا كنا فيه نتقاسم الاعمال اليومية بانتظام رغم صغرنا و رغم متاعب اللوح و المدرسة ,, نسقي ,,نحضر الفطور , نصنع الشاي لأنفسنا , يذهب بعضنا لشراء الخبز بينما يكون الاخر ينفخ في الفران لتسخين الماء بالمغراج ,, نساعد الوالدة رحمها الله في تنظيف المطبخ ( تهنت ) و في غير ذلك من الخدمات اللازمة ,, و لا نشتكي ابد ا من ما يعرف عندنا بهم الدار ,,
و قد. اختفت الي. الأبد مع ظاهرة عمال المنازل. عادات حميدة كتولي صناعة اتاي من طرف اب الاسرة او كتقديم أدواته للضيف لكي يعده بنفسه و هي عادة مازال يحتفظ بها اهلنا التليين ،،
, لا زلت اتذكر يوم مجيء ذلك الغريب الذي حل بالمنزل ليتولى عنا معظم الخدمات ,, لقد غير حضوره و حضور الذين جاؤوا من بعد ه سلوكنا بعد ان تربينا علي عقلية ال ما يحلب بيدو ما يباظ اخديدو ,,,
عمالة المنازل كارثة أفسدت مجتمعا بأكمله و لعل من اخفاقات الدولة الوطنية العديدة عدم التوفيق في التعامل معها ,,,, و تتجلي في مظاهر مشينة من استغلال الانسان لأخيه الانسان و من التكبر القاتل للإنسانية ,, كلما رأيت عاملا منزليا يقدم ’’ المغسل ’’ لجماعة منهمكة في حديثها لا تلقي ببال للإنسان الذي يخدمها كما لو كان مجرد ألة اقول ان اخوتنا المغاربة موفقون في قولهم : ال يوكل عند احبابو يغسل فالافابو ,,,, كلما سمعت سيدة تقول لصديقتها : انا ذ الزمن ابلا بوي تذكرت المعارضة الشديدة التي واجه بها العلامة الشاعر الاديب محمد الحبيب ولد هيين رحمه الله تعالي ظاهرة عمالة المنازل عند طلوعها في منتصف السبعينات بقوله ناظما :
يا رب جاز امرأة تفهم شي@ فلم تكلف بعلها خدمة بي
تخدم بيتها كما كان النسا@ يخدمن في البيوت صبحا ومسا ,,