الاستشهاد بالقران الكريم في الصراع السياسي. …. “اركب معنا” ..
امر طبيعي في بلد مسلم كموريتانيا التي يتعلق اهلها و لله الحمد بدينهم الحنيف في مختلف جوانب حياتهم اليومية ,, و قد دأب الفاعلون السياسيون مذ نشأة الدولة الوطنية علي استحضار آيات من الذكر الحكيم في مخاطبتهم للشعب بكل المناسبات و علي وجه الخصوص في سياق الاحداث الكبرى ,, ففي حرب الصحراء استحضرت آيات الجهاد و الشهادة في سبيل الله رغم ان تلك الحرب كانت بالاساس قتالا بين مسلمين من نفس الاسرة ,,و بعد تلك المأساة طلع علينا بيان العسكر مستشهدا بقوله عز وجل : قل جاء الحق وزهق الباطل لتتوالي المآسي في ظل الاحكام الاستثنائية و جاء الانفتاح الديمقراطي لتختلف الاحزاب و لترفع في دعاياتها السياسية الآيات القرآنية التي يفترض ان تكون شعارا ت لمشاريعها فبينما وقٌع الحزب الجمهوري بياناته ’’ بالًذين ان مكانهم في الارض’’ رفعت معارضته في وجهه شعار ’’ ان فرعون علا في الارض ’’ و في كل الحملات السياسية التي تلت التغير بالعودة الى الانقلابات و في المرحلة الانتقالية و في عهد ديمقراطية الرئيس المنتخب و بعد الانقلاب عليه و في الديمقراطية المضادة له ظل و مازال القران الكريم حاضرا مستحضرا في الخطاب السياسي وتجلي في عدة مناسبات كمحاربة الفساد حين احتجت السلطة ’بأن الله لا يحب المفسدين’’ و احتج خصومها بقوله تعالى والله يعلم المفسد من المصلح ,,,, كما استحضرت آيات التوبة ,, و الصفات القرآنية العظيمة من قبيل ’’ القوي الامين’’ ,, و الوعود النورانية الغيبية كالفتح المبين’’ ,,,
انه موضوع جدير بالتأمل و بالبحث و بمسائلة الذات و الامثلة تتسع لسلسلة من المقالات بل من الكتب و البحوث لتوثيق الاحداث السياسية التي تم فيها الاحتجاج و الاحتجاج المضاد بالقران العظيم ,, و يبقي السؤال المطروح هو اين نحن بمختلف مشاربنا الفكرية و السياسية من هدي القران الكريم علي ضوء التجاذب السياسي الذي تحركه المصالح الضيقة و الانانية؟ , هل يجوز توظيف كلام الله لتصفية الحسابات السياسية المكشوفة؟
روي عن احد سلفنا الصالح انه كان يقول لبعض المتنازعين المعروفين بقلة الورع سامحهم الله حين يطلبون منه ان يحكم بينهم بما قال الله : ’’لخلطه شوفوا ذاك ال كٌال مولان تعرفوا انكم مانكم متواكٌفين معاه ,,,كٌولوي يكانكم لاهي تلتزموا بذا الصلح ال لاهي نكتب لكم و الٌ ابدي ؟