الربيع قادم..بعد كل شتاء ربيع!!/ الحسن مولاي علي
لو أراد الله لعبد من عبيده التزام الحق والصدق في مآلات الربيع العربي الموجعة، لألهمه القول: ” إن أغيلمة الأعراب الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، من أهل نجد وتهامة وتيماء وشاطئ الربع الخالي، الذين تولوا أمر شعوبهم من غير مشورة، بل كرها وبغيا، وقد فتنوا بما أخرج الله لهم من زهرة الدنيا واموالها، فتطاولوا في البنيان، وركنوا إلى بطر الغنى بعد جهد الفقر؛ هم الذين ضاقوا بالشعوب وثوراتها وحلم الديمقراطية لديها، فاكتتبوا المرتزقة وسلحوا ومولوا ودربوا جيوش وعصابات الطغيان من حماة عروش الباطل، ليتصدوا للشعوب المغلوبة على أمرها، فيعاقبوها على ثورتها، ويبيدوها ويدمرونها ويمسحون حضارتها وتاريخها، ويغتالون الآمال، بل والبسمة من من فوق الشفاه، ويعيدون الأرض خرابا يبابا، وينصبون بدل الحكام ثعالب وكلابا وذئابا..
يعلم كل الصادقين والعقلاء والمنصفين أن تلك هي الحقيقة الصارخة… وأن القول بغيرها زور وبهتان مبين، افتراه سدنة الفراعنة، ثم صدقوا أنفسهم، ثم حملوا به عبدة الطغاة من أخلاف امتنا، من عشاق الدماء والدموع.. في مصر وليبيا، والشام واليمن؛ لكن الربيع لم يمت، بل عاد.. صحيح أنهم عادوا لمثلها، في السودان الجريح بثلاثينية البشير، فقد ابتدروا تلك الدولة المتعبة ليغتالوا ثورتها السلمية التي أسقطت الطاغية؛ ثم حسبوا أنفسهم أكفاء لمثلها مع ثورة الجزائر التي أسقطت حكم الرجل البو، الذي تسمن في ظله القطط والديناصورات في الجزائر، لكن للجزائر خصوصيات، فهم شعب من أحفاد الشهداء، قد يتسلط عليهم بغاتهم وطغاتهم كما يحدث في كل بلد عربي، لكنهم لا يتصور أن يلقوا أزمتهم لأعراب مترفين مقابل رشى من البترودولار.
تعليق واحد