مأساة “كوص” ملهاة وطن (تدوينة اقريني أمينوه)
هل يستحق “كوص” الفنان خونه ولد فال هذه النهاية؟؛متهم بمخالفة القانون ،موقوف عند نقطة درك، ينتظر أن يُكيف قاض تحقيق تهمة تلائم جرمه المشهود؛ وهو التنقيب عن حياة أفضل؟
جرم “كوص” الكبير،أنه أكثر من أدخل السرور على قلوب الموريتانيين خلال العشرية الاخيرة، ظلت قبعته ووجهه الطفولي الباسم شلال مرح ، يدخل دون استئذان بيوتنا، ويربت على اكتافنا فى أيام بؤسنا المقيم . لاشئ يُدخل الفرح على الموريتاني غير أخبار الأمطار ووجه “كوص”.
جرمه الكبير أنه احترف فى مجال ترابي لايُقدر المواهب، ولايؤمن بتقدير التخصصات،.
كان بإمكانه أن لايركب الصعاب من أجل البحث عن ذبابة ذهب قد لايُعثر عليها، كان بإمكاننا أن نعطيه راتب رفات الموظفين الذين لايستطيعون كتابة تقرير، ولايحفظون كلمات مرور لبريدهم الالكتروني ؛المتكدسين فى ممرات وزارة الثقافة، ويتقاضون رواتبهم كل نهاية شهر . ويحلمون بالنعيم الوظيفي كل خميس.
يستحق “كوص”؛ مكانا أكثر ألفة من وحشة زنزانة فى الشمال البعيد، يستحق علينا أن يُشاهد ابنه الصغير وهو يُحاول نطق اسمه لأول مرة، ويستحق أن يساعد صغيره فى تعلم الخطى بوثوق نحو الكرامة.
ويستحق؛ بحق كل ضحكة صادقة عشناها مع يومياته فى “شيف وكوص” ان يجد فُتاتا من مليار الثقافة الذي تنفقه على مهرجانات وحيدة الخلية، التى لاتبلغ دروتها الابداعية موسمين ولاتُطرب أحدا.
كان بإمكاننا ان نكون أقل صرامة معه فى تطبيق قانون كتبناه نحن ، نحن الذين أستطاع أن يفرجنا على تناقضاتنا الاجتماعية والثقافية ويقدمها لنا فى قالب كوميدي هادف.
لكننا سنطبق عليه القانون، وسنسجنه لنرضى روح عدالتنا، ونجلس نتابع حلقات مسلسلاته دون أن يرف لنا جفن، وكأنه لم يحررنا من بؤسنا ذات يوم لنكافئه بسلب حريته، بعد أن سلبناه الأمل فى العيش بيننا مكرما.