خارطة العالم حسب المخاطر / د.الحسين الشيخ العلوي
دأبت وزارات الخارجية والمراكز البحثية الرصينة في العالم علي تقديم ونشر تقارير أمنية دورية أو سنوية حول دوائر التوتر في العالم وحجم المخاطر في كافة الوجهات، تكون في متناول المواطنين والباحثين تشمل خريطة تحدد حجم المخاطر في جميع دول العالم، ويحرص المسافرين في العالمين الأول والثاني لأي غاية(سياحة ، تجارة ، دراسة، زيارة، علاج…..الخ) علي متابعة تلك التقارير عند السفر إلي أي وجهة نظرا لما تحظي به تقارير تلك الوزارات والمراكز البحثية الرصينة من مصداقية، ومن ضمن المراكز البحثية الجادة التي تعني بشؤون الأمن ودرجة الأمان في العالم، مركز درام كوساك البريطاني(1). الذي يقدم أحد الإحاطات الأكثر شمولية للحالة الأمنية في العالم وفق المعايير التالية :
- المخاطر الأمنية : (تشمل الجرائم البسيطة والعنيفة والنزاعات الأهلية والاحتجاجات والإضرابات والإرهاب).
- المخاطر السياسية : (تشمل الاستقرار السياسي ومستويات الفساد والتدخل السياسي والعقوبات).
- المخاطر الطبية : ( تشمل وجود الأمراض ، ومستوى المرافق الطبية ، والحصول على المياه وتوافر الأدوية).
- المخاطر البيئية : (تشمل القرب من النشاط الزلزالي ، وتواتر العواصف ، ووجود الألغام الأرضية والمخاطر المناخية).
- مخاطر البنية التحتية : (تشمل معايير السلامة للطرقات ، وتوفير المرافق مثل الكهرباء والجرائم الإلكترونية وأمن الطيران والمطارات).
ويقدم المركز تحليل لمجمل المخاطر التي تكتنف عالمنا المعاصر، ثم يشفعها بخارطة ملونة تحدد درجات الأمان والخطورة تحت إسم (خريطة المخاطر العالمية)، حسب القارات، حيث يتم تلوين دول العالم حسب درجة الأمان أو الخطر،والألوان خمسة تتدرج من اللون الأخضر الداكن، مرورا باللون الأخضر الفاتح، ثم اللون الأصفر، فاللون البرتقالي، إلي اللون الأحمر، وبين كل لون وآخر ثلاث مراحل:
- اللون الأخضر الداكن: يمثل الحد الأدني من المخاطر، وهو ثلاث درجات.
- اللون الأخضر الفاتح : خطر قليل ، ثلاث درجات.
- اللون الأصفر : متوسط المخاطر، ثلاث درجات.
- اللون البرتقالي: مخاطر عالية، ثلاث درجات.
- اللون الأحمر : شديد المخاطر.
اللونين الأخضر الداكن والأخضر الفاتح يمثلان الدول الآمنة نسبيا في عالمنا، بينما يمثل اللون الأصفر وجود مخاطر لكنها متدنية، أما اللون البرتقالي فيمثل الدول ذات المخاطر العالية، بينما يمثل اللون الأحمر الدول الشديدة المخاطر.
اللون الأخضر بدرجتيه يمثل دول آمنة يمكن زيارتها دون خوف، بينما اللون الأصفر يمثل دولا يمكن زيارتها مع تجنب الأماكن ذات الخطورة المتوسطة, أما الدول ذات اللون البرتقالي، فلا ينبغي زيارتها إلا للضرورة القصوى مع ضرورة توخي الحيطة والحذر، وإتباع إجراءات وتحوطات السلامة، كالاتصال المستمر بسفارة بلد المسافر والإخطار بالزيارات والتنقلات وتحديد الموقع باستمرار وإتباع تعليمات السلامة التي تحددها السلطات المحلية. في حين أن الدول ذات اللون الأحمر لا يسمح بزيارتها في مطلق الأحوال نظرا لخطورتها الشديدة.
وفقا لخارطة المخاطر للعام 2019 المعدة من قبل المركز البحثي درام كوساك نخلص إلي الملاحظات التالية :
أولا : خارطة أوروبا : جميع الدول باللونين الأخضر الداكن والأخضر الفاتح، باستثناء ثلاث دول هي:
- ليتوانيا باللون الأصفر.
- الجبل الأسود باللون الأصفر.
- أوكرانيا باللون البرتقالي.
ثانيا : خارطة أفريقيا :
- اللون الأخضر الداكن : الدول الأكثر أمانا في القارة ، شملت ست دول هي السنغال ورواندا وغانا وناميبيا وبوتسوانا وملاوي.
- اللون الأخضر الفاتح: دول آمنة، وتشمل عشر دول هي موريتانيا والكامرون وأوغندا وتنزانيا وزامبيا وانجولا ولوسوتو وجنوب إفريقيا وغينيا الاستوائية وغامبيا.
- اللون الأصفر: الدول ذات المخاطر المتوسطة: شملت ست دول هي تونس والمغرب وبنين والغابون جيبوتي وسوازيلاند.
- اللون البرتقالي: الدول ذات المخاطر العالية : شملت 21 دولة هي مدغشقر وموزنبيق والكونجو وكينيا وإثيوبيا واريتريا والسودان ومصر وتشاد ونيجيريا والنيجر والجزائر والصحراء الغربية والتوجو وبوركينافاسو وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا كوناكري وزامبيا وغينيا بيساو
- اللون الأحمر : الدول ذات المخاطر الشديدة : شملت ستة دول هي الكونجو الديمقراطية والصومال وجنوب السودان وإفريقيا الوسطي ومالي وليبيا.
إفريقيا صنفت ليبيا، كأخطر وجهة في القارة.
ثالثا: خارطة آسيا : شملت خارطة آسيا علي الألوان الخمسة علي النحو التالي:
- اللون الأخضر الداكن : الدول الأكثر أمانا في القارة: 17 دولة شملت الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وسلطنة بروناي وماليزيا وسنغافورة وفيتنام ولاوس وتايلاند وبيوتان وسلطنة عمان والإمارات وقطر والكويت وأذربيجان وقبرص.
- اللون الأخضر الفاتح : دول آمنة : وشملت 7 دول هي اندونيسيا وكمبوديا وميانمار والهند وقيرقيزتان والسعودية والبحرين.
- اللون الأصفر: الدول المتوسطة الخطورة : شملت 13 دولة هي روسيا وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمنستان وجورجيا وأرمينيا وإيران والأردن ونيبال والفلبين ومنغوليا وسيريلانكا.
- اللون البرتقالي: الدول ذات المخاطر العالية : شملت 6 دول هي كوريا الشمالية وبنغلادش وباكستان وفلسطين المحتلة ولبنان والعراق.
- اللون الأحمر : الدول ذات المخاطر الشديدة : ثلاث دول فقط سوريا وأفغانستان واليمن.
وصنفت سوريا كأخطر وجهة في القارة الآسيوية.
رابعا : خارطة الأمريكتين : أمريكا الشمالية صنفت بالكامل باللون الأخضر الداكن والفاتح (جرينلاند وكندا والولايات المتحدة).
أما أمريكا اللاتينية( أمريكا الوسطي والجنوبية) فكانت علي النحو التالي:
- اللون الأخضر الداكن: الدول الأكثر أمانا في القارة : شملت ست دول هي التشيلي والأرجنتين ولأوروغواي وبنما وكوستاريكا وكوبا.
- اللون الأخضر الفاتح: دول آمنة : شملت خمس دول هي المكسيك وسورينام والبيرو وبوليفيا والباراغواي.
- اللون الأصفر: دول متوسطة الخطورة: شملت ستة دول هي البرازيل وغويانا الفرنسية ودولة غويانا وكولومبيا والأكوادور والدومنيكان.
- اللون البرتقالي: دول ذات مخاطر عالية : شملت خمس دول هي فنزويلا ونيكاراغوا وهندوراس وغواتيمالا وهايتي.
خلت خارطة الأمريكتين من اللون الأحمر بجميع درجاته !
خامسا : خارطة أستراليا ومنطقة الأوقيانوسيا :
احتوت هذه المنطقة علي لونين فقط هنا الأخضر والبرتقالي:
- اللون الأخضر: الدول الآمنة : شملت القائمة 5 دول هي أستراليا ونيوزيلندا وجزر سليمان وكالدونيا الجديدة وجزر فيجي.
- اللون البرتقالي: الدول ذات المخاطر العالية : فقد شملت دولتين هما دولة بابوا وغينيا الجديدة.
ملاحظة بخصوص موريتانيا:
خلال الأشهر الـــ17 الأخيرة، لاحظت أن تصنيف موريتانيا من قبل المراكز البحثية الرصينة في العالم الأنجلوفوني يتقدم، حتي أن أهم المراكز البحثية الأمريكية والبريطانية باتت تضعها في مراكز متقدمة في خانة الدول الآمنة، في حين لاتزال المراكز البحثية الفرانكوفونية تعتمد علي التصنيفات الفرنسية التي لازالت تصر وبطريقة لا أراها بريئة بتاتا، علي وضع موريتانيا ضمن الدول الأشد خطورة في العالم، بل أن آخر تصنيف لوزارة الخارجية الفرنسية (2).والذي تم تحديثه يوم 1 أكتوبر 2019، يضع موريتانيا في الدولة الخطرة ويصف موقع الخارجية الفرنسية بأن موريتانيا دولة خطرة وتوجد بها عمليات إرهابية وأن تواجد الأجانب ولا سيما الأوروبيين بها خطر علي حياتهم! ويلون ثلثي خارطة موريتانيا باللون الأحمر الذي شمل شمال ووسط وجنوب البلاد وبقية الخريطة باللونين البرتقالي والأصفر! عليه فقد لاحظت كما لاحظ الكثيرون غيري من باحثي العالم، أن تصنيف الخارجية الفرنسية سياسي أكثر منه علمي، عكس تصنيفات الخارجية الأمريكية والبريطانية وبقية دول العالم الأول والثاني.
منذ خمس سنوات وأنا أتحدث عن خطورة التصنيفات الفرنسية، وتحاملها علي منطقة المغرب العربي، ولا سيما علي موريتانيا وتونس والجزائر. وأري أنه قد آن الأوان للدبلوماسية والحكومة الموريتانية أن تضعا حدا وبطريقة صارمة لهذا الغبن والتحامل من قبل فرنسا تجاه دولتنا.
د.الحسين الشيخ العلوي