لا سنَّ للتعلم ياسادةُ / عبد الوهاب ولد الشيخ الحطاب
كانت العرب في جاهليتها لا يحكمها قانون ولا دين، وإنما القوة هي الحاكمة، ولسان حالها :
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه …. يهدّم ومن لا يظلم الناس يظلم
فلما أراد الله بهم الخير اختار منهم رجلا جعله صاحب رسالة شريفة مطهرة للمجتمع من وثنية الجهل، وطاغوت الأمّية.
وكان أول ما نزل على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من كلام ربه (اقرأ باسم ربّك)
نعم إنها القراءة المحررة للعقل البشري، الناهضة به إلى غد مشرق يسوده العدل والاحترام والمودة. ثم كرر لفظ القراءة مرة أخرى فقال (اقرأ وربك الأكرم) تأكيدا لمزيتها وكثرة فوائدها.
أي: إنّ قومك لم يكن لهم عهد بالقراءة، فهم أمّيون فلتعلمهم القراءة، لأنها سبيل التطور والارتقاء. ثم قال بعدها (الذي علّم بالقلم علّم الإنسان مالم يعلم) وفي تكرار صيغة العلم دعوة ربانية صريحة إلى شرف العلم والتعليم. ومفهوم العلم هنا عام يشمل جميع العلوم التي تنفع الإنسان في حياته، وبعد مماته، وتعينه على إعمار الأرض المستخلف فيها.
وقد تمثل النبي هذا الأمر فكان حريصا على تعليم أصحابه، بل بلغت مكانة الكتابة عنده أن جعلها فدية لأسرى المشركين في بعض غزواته. (غزوة بدر)
ونظرا لأهمية القراءة اشتق الله منها اسما جعله اسم علم على كلامه المرسل إلى النبي، لهذا سماه القرآن. قال تعالى ” إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (سورة يوسف \2)
فالقراءة تعني في أسمى تجلياتها حياة المجتمع وبثّ الحركة فيه نحو الإيجابية، تطورا وازدهارا ، والأخذ به إلى مسار آمن وبناء حضاري متكامل يتمتع فيه الإنسان بالسمعة الطيبة بين الأمم والحضارات الإنسانية. وقد وعى المسلمون الأول أهمية القراءة فأولوها اهتماما بالغا فشيدوا العمران وأبدعوا صنع الحضارات، ودونوا المصنفات، وربما ضعفت القراءة تبعا لإخفاقات الأمة في بعض الحالات.
وفي القرن المنصرم أصبح العالم أجمع في صعيد واحد بفضل التكنولوجيا الحديثة فقامت الهيئات الدولية بتشجيع القراءة والحد من انتشار الأمية، فعقدت مؤتمرات مشتركة بين الأمم أخرجت توصيات تعمّق معنى التعلم، وتبرز أثره على الفرد والمجتمع.
وكانت بلادنا الحبيبة متفاعلة مع أحداث العالم ومجرياته، فشجعت القراءة، معدّة برامج إعلامية، ومكتبات علمية، بيد أن تلك البرامج والخرجات لم تدم طويلا على عادة أهلينا الطيبين، فالصبر قليل لديهم، والأمر الأهم هو التصفيق الحار والاستفادة المادية من نفع المبادرات.
أما بعض الدول فجهودها في محو الأمية وتعليم الكبار ما زالت مثمرة، لأنها أدركت أن طرد الجهل عن الإنسان هو الإجراء الأمثل للقضاء على التخلف والممارسات المشينة الشاذة الضارة بالمجتمع.
أما نحن أهل المنتبذ رغم الإكراهات وقلة الجامعات والمعاهد فقد فاجأتنا القرارات الارتجالية التي يرى المسؤول من خلال ذاته مظهر ا عضلاته، وأنه يفعل ما يشاء، يسن قوانين من نفسه لنفسه دون نظر لحال من ستجري عليه القوانين، لهذا نرى القرارات تترا دون مراعاة لشعور المجتمع ولا خصوصيته. “كلما جاءت أمة لعنت أختها” (الأعراف/٣٨) ومن تلك القوانين المجحفة : قانون حد سن التعلم الجامعي الذي سقط على المجتمع كالصاعقة المدمرة للحرث والنسل.
يزعم أحدهم أن القانون أنشئ منعا للتسيب المدرسي الذي تفتعله بعض الأسر، حيث يرسلون أبناءهم للمحظرة، ثم بعد لأي يرجعون إلى التعليم النظامي فيحدثون فسادا في التعليم ويسببون فشلا ذريعا للمؤسسة التربوية حسب زعمه.
نعم تعمدوا إرسالهم، لتعلق مبادئ الدين في أذهانهم منذ نعومة أظفارهم، متمثلين قول الشاعر ابن حبنل:
عم صباحا أفلحت كل فلاح فيك يالوح لم أطع ألف لاح
أنت يالوح صاحبي وأنيسي وشفائي من غلتي ولواحي
لأنهم تيقنوا أن المحظرة محل العصمة من الشذوذ، فيها يقرأ كتاب رب العالمين، حيث يفتتح الصبيان حياتهم اليومية بتعلم كتاب الله، كتاب فيه تدبير شأن الدنيا، وصلاح الآخرة. غير أن المتربص لا يروق له ما يسميه التسيب، ــ ونحن نسميه التأدب الحسن ــ بل يرى أن الواجب أن يلزم هؤلاء الصفوف الابتدائية حتى يخرجوا دكاترة متغربين، غير آبهين بخصوصيتهم الثقافية.
إن وضعية التعليم المزرية التي تتفطر لها أكباد المتعلمين وآباء التلاميذ تطلب من الجهات الوصية الحزم والعزم فبدل أن يضيقوا الخناق على المتعلمين، محددين الثانوية باثنين وعشرين عاما، والجامعة بخمسة وعشرين أيضا كان عليهم أن يفتحوا باب ولوج الجامعة على جميع مصارعه، تثقيفا للمواطن وتشجيعا له كي يطرد الجهل والكسل، متشوفا لحياة أفضل. مما لا شك في أن سد باب الجامعة أمام هؤلاء الطلبة الأبرياء انتكاسة ووأد لرقي المجتمع، بل تكريس للجهل ومد يد العون للأمية، وحث على الجريمة، فتكون النتيجة مجتمع فاشل، كئيب الظاهر ، سيئ المنقلب.
المجتمع بحاجة إلى وأد الأمية، لأنها أثقلت كاهله، تاركة ثغرات اجتماعية، وفوراق مشينة، كما وقفت سدا منيعا أمام التطور على جميع المستويات: المعرفية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية.
ذلك أن التلميذ ينفر من التعلم في سن مبكرة، لأسباب كثيرة : غياب المعلم، كثرة الرسوب، رداءة بنى المدارس التحتية، فقر أهل التلميذ، وعدم قدرتهم على التنقل ليواصل الأبناء التعليم لضنك العيش، وقلة اليد…الخ.
يقول لي أحدهم زرت مسؤول التعليم الجهوي في المقاطعة بعد العطلة الأولى من العالم المنصىرم لأخبره عن مطلبين:
1 ــ أن مدرسة القرية مكتملة الفصول الستة والتلاميذ كثير، لكن معلمها واحد، وغير ناطق بالعربية. (معلم واحد لستة فصول!!!)
2ــ أن القرية المجاورة منذ ست سنوات مدرستهم مغلقة فقد ضاع أبناؤهم بأوبية الجهل.
قال أجابني المسؤول لدي ثمانون مدرسة مازلت أبوابها موصدة حتى الحين. لا معلمين لدي.
أيها السادة هؤلاء الأطفال منذ ست سنوات ضاع مستقبلهم فلو قدر لهم الالتحاق بالتعلم من جديد هل سيحصلون على مبتغاهم التعليمي؟ وظني أن الإجابة ، لا، لأن القانون _ البليد _لا يسمح لهم.
ذهبت اثنتا عشرة سنة من زهرة حياتهم سدى، فإن هم اجتهدوا وبذلوا الوكد سيصلون الباكالوريا عند الرابعة والعشرين حينئذ يقول لهم صاحب المدرسة لا مأوى لكم هنا، فالباكولوريا لا يترشح لها إلا من عمره تحت الثالثة والعشرين. فيتبدد حلمهم ويرجعون إلى الشوارع كارعين في البطالة، تسكعا في البيوت فتكثر الجريمة، أو يلجؤون إلى الهجرة بحثا عن مستقبل واعد، بعيدا عن التعلم والتعليم.
فمتى يدرك أهل الحل والنافذين خطورة الارتجالية وجعل الهيئات الوصية في يد من لا يقدر حقها، ولا يقيم وزنا للأمة.
إن التعليم أيها السادة مسؤولية الجميع، وللجميع، فهو منار الأمة وشاهدها الحاضر، وغدها الواعد، ووزنها عند الأمم.
الأجدر بنا ــ معشار الموريتانيين ــ التأني في القرارت، مشاركة الجمهور وعرض مشاريع التعليم على الحكماء والمفكرين المصلحين الذين نحبهم ويحبوننا، حيث ينظرون في المقترحات ومدى قابليتها للتطبيق وفحص فوائدها المتوقعة، هل نتائجها نفعية؟ أم ضررها أكثر على المجتمع.
أيها السادة إن الطلبة في بداية المشوار الجامعيي تكون لديهم طاقة إيجابية تجاه التعلم، لكن يقتلها إهمال المؤطرين وقلة خبرتهم، فترى الطلاب يتهاونون في المعرفة والأخذ بأسبابها فيتبلّد الذكي، ويتأله البليد يحسب نفسه مثقفا، وما درى أنه لم يبرح مكانه قبل دخول الجامعة، ولم يتغير مستواه إلا بتلقيبه الطالب الجامعي.
الأستاذ وانحسار البحث العلمي.
في جامعتنا يكاد ينعدم مشروع الأستاذ العلمي، مكتفيا بما علق بذهنه خلال الصغر أو ما حفظه بداية التحاقه بالتعليم، فتراه طوال السنين يتعاقب عليه أفواج من الطلبة، يكرر عليهم مقولا واحدا على نمط واحد.
أذكر أن أحد الدكاترة كان يدرسنا ــ في أحد أقسام جامعة نواكشوط ــ مادة سهلة (لا أريد ذكر اسمها) إلا أنه كان ملازما لكتاب واحد، فالدروس تملى منه، والامتحانات منه.
شاء القدر ذات ليلة أن وقعت سيارة أستاذنا الكريم في قبضة اللصوص فكان من حظهم أن سرقوا الكتاب، فلما قرب وقت حصة الأستاذ أعلن أن الكتاب ضاع في سرقة، لهذا فالطلبة في إجازة مطلقة حتى يأتي الكتاب من إحدى الدول المجاورة، فرحنا الجذل، لأنه أسقط عنا حمل ساعتين من الجلوس على الكراسي دون طائل.
تأخر مجيء الكتاب حتى مر شهر أو أكثر، والحصة متوقفة، كلما لقي أحد الطلبة الدكتور سأله ساخرا متى الحصة؟ فيجيبه الأستاذ الطيب لم يأت الكتاب بعدُ.
ذات يوم لقي أحد الطلبة ــ كنا نسميه المشؤوم ــ الأستاذ فأسأله كالعادة، فأجابه لم يأت الكتاب بعدُ، رد الطالب قائلا : لدي صورة من الكتاب نسختها من عندك ياأستاذ في شهر كذا، سرّ الأستاذ، وأخذ النسخة مغتبطا، ثم قال للطالب :أخبر الطلبة أن الحصة ستبدأ في وقتها المعتاد.
بدأت الحصص والأستاذ يقرأ علينا من الأوراق المصورة دون استحياء ولا خجل.
إن المادة سهلة مبثوثة في كتب التراث (كتت ابن الأنباري، وابن جني والسيوطي) غير أن الأستاذ تعوّد على كتاب (كتاب محدَث ) منذ عشرات السنين يقدمه للطلبة فصار أليفه فلا يريد به بدلا، أما تكوين الطلبة وبعث روح محبة العلم فلم يدُر بخلد أستاذنا المفضال. ومثل هذا الأستاذ كثير في جامعتنا المحروسة عانينا منه الأمرّين. فنهوض التعليم الجامعي يبدأ بالأستاذ والإدارة أما الطالب فهو الطرف الأضعف، فإن وجد الرعاية نشط وأبدع، وإن أهمل انتكس وتردّى فكره.
بربك هل يعلم المسؤول أن الممنوعين من الالتحاق بالجامعة بينهم فقراء لدى أهليهم الأحلام الجسام، فمنهم من أبوه المعلم والمزارع والبنّاء، والمريض… أو أمّه بائعة الكسكس والعيش، أو خائطة الثياب أو المسكين (المسكينة على الشذوذ الشائع) التي لا عون لها إلا من الله، ثم الابن الذي ترى فيه المستقبل الحسن، لكن حيل بينه وبين ما يشتهيه.
هل جعل المشرّع نفسه معهم في همومهم وما لاقوا من نصب في الحصول على شهادة الباكالوريا. حيث أنفقوا أوقاتهم وأموالهم في سبيل التعلم، فقطعت أوصالهم، وأميتت أحلامهم بالقرارات الارتجالية، رميا لها في فلاة مجهولة لا خلاص للسائر فيها إما الموت الزعاق جهلا وفقرا، وإما التصعلك والانحراف. كما قال تأبط شرا
يظل بموماة ويمسي بغيرها … جحيشا ويعْروْري ظهور المهالك
ألم يأتك الخبر أن اغلب أهل الأموال في بلادنا لا يرضون لأبنائهم أن يزاحمهم الفقراء في باحة الجامعة أحرى فصولها، فمن لم يبتعث بناته و أبنائه إلى فرنسا وآمريكا والسنغال وأخواتها ،فأقل أحواله أن يجعلهم في الجامعة اللبنانية بعيدا عن ضوضاء المساكين.
أما أؤلئك المساكين فترهقهم القترة جيئة وذهابا بين المنزل والجامعة فتراهم مهمومين يمسي أحدهم ولا يدري هل سيحضر حصة الأستاذ غدا، لأن نفقات سيارة الأجرة، وبعد مسافة الجامعة أنهكا فكره وجسمه. وقد زاد همه منع أهل حارتهم من مواصلة التعليم الجامعي،حيث يجوبون الشوارع أياما وليالي ــ غير آبهين بحرارة الشمس، ورثاثة الملبس، وشظف العيش ــ علّهم يصادفون قلبا عطوفا منكسرا يرفع أمرهم إلى من يحقق أربهم في الحياة الجامعية.
وفي النهاية أقول :
ـــ العلم نور يرتقي المرء به إلى درجات الكمال، فعلى الإنسان أن يطلبه في جميع الأحوال والظروف في الحل والترحال، والكبر والصغر، والصحة والمرض. روي أن الطبري سمع كلاما طيبا في آخر لحظات حياته فقال لهم اجسلوني وطلب القلم والدواة فكتب ماسمع ، فلما عتب عليه أحدهم رد عليه قائلا (ما ينبغي للإنسان أن يضيّع لحظة من حياته)
ــ إصلاح التعليم يبدأ من النشء ثم يتدرج إلى الأعلى، أما القفز إلى المراحل الجامعية، وتعسف شروط الالتحاق ، فسوء تدبير وخبط في عمياء.
ـــ على المسؤولين وأصحاب القرار ات العليا أن يساندوا الطلبة ويرفعوا عنهم القرارات الفردية.
ــ يكون سائغا ومنطقيا حد دخول الجامعة عندما يكون الحصول على شهادة الثانوية في متناول الجميع كما هو الحال في جميع دول العالم ــ غير المنتبذ القصي ــ ، حيث تتراوح أعمار طلاب الجامعات في أكثرها بين ثمانية عشر عاما، أو تزيد قليلا.
أما نحن فعقبات التعلم كثيرة عندنا تبدأ من شهادة ختم الابتدائية مرورا بختم الاعدادية، أمّا الباكالوريا فداهية عظمى ترى التلميذ يجتهد أعواما عجافا يعيد كل عام، حيث يحدوه الأمل في أن يحقق النجاح، وعند ظهور النتائج يتبدد حلمه، قد لا يكون لبلادة أو سوء فهم، بل إن المصححين لم تلائم إجابته هواهم لسوء خط أو لتخليط في الإجابة، أو لأنهم تعبوا فأصبحوا يعطون علامات دون تدقيق.
ــ فلتكثروا من إنشاء مؤسسات التعليم العالي في جميع ولايات الوطن، أما والجامعة يتيمة فلا مسوغ لغلق أبوابها عن طلاب العلم، فالتعلم ذاك أدنى حقوقهم.
ــ لو كان هؤلاء الطلبة ثلاثة أو خمسة أو ما دون العشرين لهان الأمر، أما وقد بلغ عددهم ست مائة نسمة، أو أكثر ، فإن الأمر يقتضي احتضانهم، فإهمالهم يساوي إهمال بلدية أو مقاطعة من الوطن، ولن يتخلى أحد عن شبر من حوزة تراب وطنه، وكذا أبناء الوطن. فلنبحث عن حل أعدل كإحداث كلية متعددة التخصصات تأويهم، وتحقق لهم التربية اللازمة والشهادات العلمية.
ــ إن أبيتم إلا حد سن التعلم فليُبدأ بالإشهار والإعلام عبر القنوات الرسمية، ثم يكون التطبيق بعد سنوات، إتاحة للفرصة كي يتنافس الناس ويشمروا الجد مخافة أن يفوتهم قطار التعلم.
ــ وفي المستقبل عليكم أن تتيحوا نظام الانتساب عن بعد كي يتمكن من تجازو عمره خمسة وعشرين عاما من الحصول على الشهادات العليا لتعينه على الحياة، فالعالم أصبح اليوم يتعامل مع الإنسان حسب مؤهله العلمي، فهو وجهه الحقيقي من خلاله يتعرفه الآخرون.
ــ علينا أن نواسي الطلبة المحرومين من مواصلة مسيرتهم العلمية، تخفيفا لآمالهم عسى أن يحققوا آمالهم، فهم مضغة منّا لا نتنفس إلا بأنفاسهم، ولا نرتقي إلا بهم.
ــ أيها الطلبة اصبروا وصابروا ورابطوا “يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات” (المجادلة/١١)
فالغد مشرق لكم، وبكم، ولن يغلب عسر يسرين.
عسى فرج يأتي به الله إنه … له كل يوم في خليقته أمرُ
والله من وراء القصد.
8 تعليقات