معالي الوزير الأول، أمنعوا باعة الوهم الثقافي / الولي سيدي هيبه
لن ينهض ويتقدم بلد يتولى الشأنَ الثقافي والفكري والعلمي فيه باعة ُالأوهام ونسج الأساطير لأن الثقافة رافعة تعلو بالدول وشعوبها إلى مراقي العلا.
إن رتابة الحراك الثقافي وانطفاء جذوة ماضيه الضعيف رويدا لا بشران بإشعاع حضاري ولا بوفاء النخبتين – على مضد – السياسية و الثقافية بمسؤوليتهما أمام الوضع المقلق جدا على حاضر البلد المتردي وماضيه المشوه قولا وفعلا ومستقبله الغامض.
قد لا تصادف هذه الصراحة المرة صدى مقبولا في عقول الكثيرين من الفريقين المتمالئين عليها:
– “الشعبي” و”الحكومي” بالصمت عن الهفوات والنواقص والاختلالات من ناحية،
– و”النخبوي” بالعقم وعدم الاكتراث على خلفية غفلة صاخبة من الكبر والادعاء والتغني بالأمجاد الغابرة لأمة قد خلت ولها ما اكتسبت، من ناحية أخرى.
لكن، مرة أخرى فإنه لا سبيل، معالي الوزير الأول، لأمة إلي الالتحام بقافلة هذا العصر الفريد إلا أن تركب قاطرة الثقافة وتتمدد في كل مقطوراتها الملتحمة ببعضها البعض، بجد وإرادة وعطاء فيه الإبداع والتميز.
وأما المرفوض مطلقا، معالي الوزير الأول، فهو أن تظل سارية مناورات “باعة” وهم “الثقافة” ونسج “الأساطير” بالمهرجانات والتظاهرات والجوائز المرتجلة الساذجة وتستنزف أموالا طائلة من خزينة الدولة لصالح عصابات من “الوجوه” الثابتة لا “تَتغير” ولا “تُغير”، تحرك بلغتها المليئة بالقص واللصق والطافحة بالعجز عن “التحيين” مواضيعَ لم تعد لها علاقة بمتطلبات الثقافة والعلم والبحث العلمي والفنون الجميلة التي باتت جميعها أركانا محورية متحركة في عملية توازن البلدان وتنميتها وتطويرها ودخولها ميادين ومضامير المنافسة الابداعية.
وإنه، معالي الوزير الأول، لمن الأولى في العهد الجديد الذي نستبشر به خيرا وتغييرا صادقا إلى دولة القانون والبناء والتعليم المتقن أن تصرف هذه الأموال، لتشييد مدارس ونقاط صحة ودور حقيقية للشباب تقام فيها دورات على الفنون والآداب بمنظور الحداثة، ومطابع ومعارض للكتب، وجوائز مدرسية للقراءة وجامعية للتأليف الأكاديمي، وتجهيز المخابر لفائدة البحث العلمي لا أن تظل يتقاسمها موسميا بارعون في تكرار الخواء على أنه إسهام ثقافي وما هو مطلقا كذلك.