canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراء

☆- تبييض الفساد../عبد الناصر – ألاك

☆- تبييض الفساد..

ظاهرة تبييض الأموال..هي ظاهرة عرفها العالم، وحاربها بترسانة قانونية قوية.. وأنا الآن لست في وارد الحديث عنها،..لأنها أُشبعت بحثا وتنظيرا على المستويين-الدولي والمحلي..ما يهمني-في هذا المقال- هو لفت الانتباه إلى قضية أخرى ظاهرُها فيه النُّبلُ و الرحمة،وباطنُها من قِبَلِه الفسادُ والخبث والتلصص..تلكم هي ما أطلقت عليها -تجوُّزا-“ظاهرة تبييض الفساد”.
ما كان مجتمعنا المورريتاني -حتى بُعيْد الاستقلال- عابئا بملذات الحياة، ولا لاهثا خلف زخرفها.. غير أنه بدأ -منذ اضطرَّه الجفاف إلى المدينة- يتذوق الماديات ويستسلم شيئا فشيئا لفتنة تيارها الجارف؛ فتغلغلت في الأنفس -مع مرور الوقت- حُمَيَّا حب المال وتقدير ذويه، بل أصبح الكثير من أبناء مجتمعنا لا يتورعون عن جمع المال بطرق ملتوية غير شريفة ولا نزيهة.. وفي غضون ذلك، تولدت عادات دخيلة على مجتمعنا المسلم المحافظ..؛ ثم مافتئت تلك المسلكيات تستفحل حتى أثرت على محصلة سلوك ونمط حياة وتفكير شعبنا حديث العهد بالمدنية الجديدة.. فكانت العقود الثلاثة الأولى من عمر دولتنا الوليدة كفيلة بإدارة جل مجتمعنا ظهرَه للكثير من ثوابته الدينية والخلقية.. فطفت على السطح كثير من الظواهر الغريبة والمختلفة، لكن خيطها الناظم لها جميعا هو”الفساد”.. فسادٌ استشرى فكان من مخرجاته تعميقُ الهوة بين أغنياء مجتمعنا وفقرائه، وإشاعة الجهل بين مختلف أبنائه، وإهمال العناية بأوضاعه الصحية والمعيشية..
فازداد أباطرة الفساد ثراءً غير مشروع، وازداد ضحايا الفساد فقرا غير مسبوق.. ولكي يستأثر المفسدون بالعير والنفير، أبدعوا طريقة خبيثة لتبييض الفساد.. بها استطاعوا خداع مجتمعهم المغبون.؛ فطفق -على سبيل المثال- تاجر الأدوية المزورة،أو الأغذية منتهية الصلاحية يجني المال ويكدسه على حساب أرواح مجتمعه البريئة..ثم نراه -من جهة- يفتعل بعض المظاهر الخيِّرة الخدَّاعة، فيحج كل سنة ويعتمر، ويحرص على حضور الصلاة في المسجد..،وربما تكفل ببعض المحاظر والأيتام.. وما ذلك إلا ليكبر في عيون البسطاء والعامة والمغفلين..،ونراه -من جهة أخرى- يحرص على التبرع ببعض أمواله الهائلة رشوةً لمسؤولي الدولة وأكابر حزبها الحاكم، ليفلت من تبعات أفاعيله تارة، ويُعفى من الضرائب تارة أخرى، بل وليُصبح نائبا عن الشعب، أو عمدة، أو رئيسَ مجلس جهوي…والشيءُ نفسُه مُنسحبٌ على موظف الدولة السامي..فرغم تقاضيه راتبا ضخما بذريعة خدمة الشعب؛ نجده يمارس شتى أصناف الفساد: من غلول، واختلاس، ونهب..،ثم يُلقي حبالة”تبييض الفساد”ليسحر بها عيون الناس، فيتحول-زيفا وتدليسا- إلى شخصية وطنية لا يُشق لها غبار.. وطُعمه الذي اصطاد به ضحاياه لم يكن سوى الإفراج عن اليسير مما نهب وسلب وغلَّ.. فاشترى به ولاء شيخ القبيلة المحابي، ومثقفها الطبال،وعاطلها المتزلف، ومريضها المضطر.. ليخرج من لعبته القذرة وقد تحوَّل من لص محترف خائن لوطنه ورعيته،إلى بطل وطني لا يُقيله إجراءٌ إلا ليُرَقَّى بمقتضى آخر ..! فسقط في شراكه الصغيرُ والكبيرُ، والجاهل والمثقف، والوجيه والمغمور، والمعرفةوالنكرة…، فانعكس ذلك على المجتمع ، ودب فيه الفساد واستفحل.
ومن مظاهر انتشار ظاهرة”تبييض الفساد” في مجتمعنا أن أصبح الغني والفقير يبددان أموالا طائلة في ليلة عرس عابرة، أو في مائدة دعوة خاصة أو عامة..؛ فحل استحسان مثل هذا “الفساد” محل استهجانه..وتمادى المفسدون في نهب مقدرات البلد وخيراته.
لقد ازداد طين هذه الظاهرة بلة بسبب تزاور شمس الإصلاح الحقيقي عن بلدنا ذات اليمين وذات الشمال..،فبدل أن نتبنى إصلاحا شاملا يؤدي إلى الإقلاع الجدي عن “الفساد”.. نرى مسؤولي دولتنا -مع الأسف- يتمادون في تكريس ظاهرة “تبييض الفساد”..، ويتجلى ذلك في الكثير من المسلكيات التي ماتزال بادية للعيان، ومن تلك المسلكيات -على سبيل المثال- ما نشاهده من تحمُّل الدولة لنفقات رحلات استشفائية كبرى ..، وهي رحلات تتكرر وتتفاوت حسب المكانة الاجتماعية والسياسية للمستفيدين منها..، وبقدر ما تقدمه هذه الإكراميات الاستشفائية من خدمة طبية مجانية لبعض المحظوظين ..،غير أنها تظل أقرب إلى ظاهرة”تبييض الفساد”وشراء الولاء منها إلى الإصلاح..؛ فزيادة دعم المنشآت الصحية، وتعميم الضمان الصحي ليشمل كل المواطنين هو الأولى بمثل هذه المبالغ الطائلة، وهو الأدعى لإشاعة العدل بين الجميع.
♡♡♡♡♡

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى