دكتوراه دوز يار …./ ذاكو وينهو ( المرتضى ولد محمد أشفاق)
عاش مع لازمة لم يتخل عنها في حل و لا سفر ،،، فظمه !! قالوا له إن الكهرباء أطلت بشائرها فقال فظمه ، أخبروه أن مؤلفا لأبيه عثر عليه سالما من الآفات فأجابهم فظمه ، سمع أن بنت أخيه اليتيمة ستتزوج من ميسور حسن الإسلام فقال فظمه ، تعجبه السيارة الفارهة فيسأل عن صاحبها ثم يقول فظمه حك….
نزل معلم قرآن عند إحدى الأسر الميسورة ، لكنه كان و هو يملي على الأطفال كتباتهم يدخل رأسه من فتحة دراعته لينظر إلى المصحف المنشور على فخذيه ، وكلما رأته أمهم دامع العينين استغفرت ربها من حق هذا الصالح الولي الذي يبكي من خشية الله ، لا تعرف المسكينة أن أحمد محمود لطول ما يحدق في المصحف وهو مطأطئ الرأس ليحفظ سطرا تغرورق عيناه و تنزل الدموع عندما يقوم من نصف سجدته ، سمع الرجل طفله يقرأ سورة الجن بفتح همز (أن) فنصحه بالالتزام برواية ورش عن نافع لكن صاحبنا كان يملي من مصحفه الكبير غير مدرك أنه برواية حفص ،،،
في لسانة بذاءة و في ألفاظه فجور ، كأنه لم يتعلم من لغات العالم إلا أسماء العورة يرسلها يمينا و يسارا ، يصيب بها من شاء من خلق الله المؤمونة بوائقه ، يطرب للحديث بها في المجالس الحرجة عندما يكون الرجل مع ولده أو نسيبه ، يدعي أنه عرق نزعه من أعراق نبيلة و صريحة لا تتستر وراء الكلمات المحتشمة و الصمت و طول الإطراق ، و الوقار المزيف ، فيلسوف خائب ، غزير المعارف لكن الله حرمه البركة و القبول …محارف لا يفلح في حرفة ….
لما ساءت الحال السياسية و فقدت الأخلاق بعض عافيتها تدفق إليه المال ، لأنه كان بوقا للساسة الصغار يلمع صورهم ، و يصنع لهم أنسابا وهمية تصلهم بالنبي صلى الله عليه وسلم من جهة الأب و بأبي بكر الصديق من جهة الأم و بعمر من جهة الأخ غير الشقيق للأب و بعثمان من جهة ابن اخت الأم
….تكون أسماء الجيل القريب عربية ، وتليها الأسماء البربرية ، و عندما يقترب من سيدنا الحسن يصطف الآباء تحت أسمائهم العربية ….
وقف على ساقيه أيام عز مملكة الانهيار و الهبوط ، في عصر الزلازل الكبرى التي عصفت بوقار أهل هذه الديار ، و دمرت ما بنوه في سالف أيامهم من قيم و هدوء و قناعة و تعفف……
عاصر غزوة الهواتف العمومية و الصحون المتقعرة التي لم ينج منها عريش و لا خص ، و احتلال القطط السائبة لأروقة المستشفيات ، و انتشار المخابز الكهرابئية في مناكب المدينة ، و اكتساح فيروس الدكتوراه السريع العدوى و الانتشار في صفوف أنصاف الأميين …
أسر الخليل إلى صاحبنا أحمد محمود أنه بحاجة إلى دكتوراه حتى يعلو صفه في الساحة الوطنية ، و تفتح له المنابر و الإذاعات ، و الأمر سهل ، (بالوطه من دوزيار و آنصامبل من بازاه الصين ) يهديها لأحد أساتذة دول الجوار ، و يختار موضوعا في العلوم الإنسانية (الفلسفة أو الأدب العربي القديم و ليحذر الأدب الحديث حتى لا يتيه في مصطلحات النقد و مقولاته المترجمة ، أو التاريخ أو الحضارة ) ، قال أحمد محمود أرفض هذه التخصصات لأنها منتشرة كالوباء بين الساقطين ( اسويدن دكتور في الأدب ، و أحيمد سالم دكتور في الحضارة و اخويداجه دكتورة في الصحافة ) لن أدخل صف البؤساء ، سأختار الطب و أتخصص في ( تاززميت ) لأني أعرف أدويتها : “سلستن ، و زرتك ، و بولورامين ، و الكورتوكوييد ”
فجرت السياسة ، و تتالت مواسم القبح ، اقتلعت عواصفها منابت القيم و أواصر الرحم ، و ربحت تجارة التحرش اللفظي و التنابز بالألقاب و التحريض ، جمع أحمد محمود ثروة ، طلق زوجته ، هجر أبناءه ، و أصبح يشرب الشاي (المجهد) ثم صار يسلم بيد واحدة …
(داس) يوما في عريش عيش عندما تجرأ على تدخين مارلبورو و أخرج الدخان من أنفه طمعا في تبريعة منها …و لم يفق إلا و الأطفال يصيحون : ويلو داس دكتوراه دوزيار ويلو داس……