الإسلام والإرهاب والنظام العالمي الجدید
في غياب تعريف دولي أُو أُممؒؑي لمصطلح الإرهاب جعل هذا الوباء يطال الجميع مع شريحة كبيرة في الغرب تتهم الدين الإسلامي بتُهمة الإرهاب۔۔ بعد إنهیار الاتحاد السوفیتي ارتبط ظهور مصطلح الإرهاب الإسلامي
على الأقل- في صورته الإعلامية فی الدول الغربية بمرحلة انهيار القطبية الثنائية، وسعي الولايات المتحدة الأمريكية لأسباب ترتبط بطبيعة الحضارة الأمريكية وظهور ( العولمة ) القضب الواحد ۔ إلى خلق بديل يعيد العالم إلى الثنائية ولكن فی صورة “القطبية التصارعیة ” بدیلاً عن (الثناٸیة التنافسية) ولم يعد أمام الولايات المتحدة من بديل سوى الإسلام ليس كدين وإنما كممارسات وأفكار إسلامية، مع إدراك الولايات المتحدة بأن واقع الإسلام والمسلمين لا یستطیع على هذه المواجهة في ظل التفوق العلمي والعسكري بين الطرفين ۔رغم أن الإرهاب ظاهرة عالمية وغير مقترنة بالدين الإسلامي أو بالمسلمين ومنطقتهم، وتعود عملية الاختيار هناك تصادم حضاري بین المشروع الإسلام من الناحية الفكرية والنفسية من العولمة الأمريكية، في حين أن باقي التيارات الفكرية لا تتصف بهذه الصفة، والأهمیة الإستراتیجیة والجغرافیة للعالم العربي والإسلامي فی قلب العالم ۔یُعتبر ذات قيمة حيوية للولايات المتحدة الأمريكية وقد سعت أمریکا فی خلق هذا التیار الإسلامي فی الحرب الأهلیة فی أفغانستان من الدعم اللوجستي للحرکات الردیکالیة بعد حادث إقتحام الحرم المکي فی أول فجر فی العام الهجري 1400م /1979م من جماعة ( المحتسبة جهیمانة وعبداللة قحطان ) ومساعدة الدول العربیة فی ارسال جماعات متشددة الی افغانستان اولا: لتخلص منهم فی الحرب الداٸرة هناك ولکن الولایات المتحدة ۔۔خلقت منهم حلف أخر بعد انتهاء الحرب الباردة استبدال ( الخطر الأحمر بالخطر الأخضر ) وربما من بينها التيارات التي تعاملت بـ(دعوى التقاء المصالح) مع الاستخبارات الأمريكية وتلقت هذة الجماعات ( تنظیم القاعدة ) دعماً إعلامياً ولوجستياً واستخباراتياً منها في مدة الصراع مع الوجود السوفيتي في أفغانستان، فإن المساحة الأوسع من التيارات الإسلامية تراجعت وإنقلبت علی الحلیف الأمريكي. وربما الذي ساعد على هذا الاختيار هو استحضار الإرث التاريخي التصارعي للعلاقة ما بين الطرفين۔۔والتي تكشف عدم رغبة الطرفين تجاوز هذا الإرث أو استبداله بالنمط التعاوني في تحقيق مصالح الإنسانية، وربما تكون الدراسات التي أعطت للإسلام هذه المكانة في الرؤية الاستراتيجية الأمريكية المستقبلية تنطلق من ذاك الإرث ممزوجاً بالتاريخ الظلامي للعلاقة المعاصرة بين الطرفين.
وبعد أحداث برجي التجارة العالمي فی سبتمبر 2001 م اصبح مصطلح الأرهاب مرتبط فی الزهن والعقل الغربي بالإسلام ۔ مع وجود مناطق (رخویة ) فی العراق بعد الحرب کانت منطقة خصبة للصراع من العاٸدین من افغانستان ۔ سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إيجاد بديل عن الاتحاد السوفيتي المنحل، الی البقاء فی المنطقة بحجة مکافحة الإرهاب فإن بعض التيارات الإسلامية هي الأخرى وجدت عدواً لها ينطلق من اعتبارات دينية ومن قراءات غير واعية لمجمل موضوع العلاقة مع أهل الكتاب، تمثل هذا العدو المزدوج فی نظرهم الحروب الصلیبیة الجدیدة بـ(الصليبية والصهيونية) وشكلوا تحالفاً فيما بينهم سمي بـ(الجبهة العالمية لجهاد اليهود والصهيونية) التي تشكلت من منظمات (جهادية) إسلامية تتباين في رؤيتها لأولويات العدو (الداخل أم الخارج)، ولكن ” ابن لادن ” استطاع أن يغير من هذه الأولويات ليجعلها تصب في اتجاه تقديم الخارج على الداخل، وجاء تنظیم الدولة الإسلامیة فی العراق والشام ( داعش ) بسیاسة أخري بدأت من الداخل وإطلاق الحریة لانصارة فی عملیات فردیة فی الخارج ۔ ومثل هذا الإجراء ساعد على الاستقطاب الدولي على الأقل في إطار رؤية الآخر، في حين أن هذه الجبهة لا تمتلك من مقومات البقاء فضلاً عن التنفيذ الكثير…في الوقت الذي تسعى الولايات المتحدة جاهدة لجعل الإسلام خطراً على البشرية، على الأقل في أذهان ساسة الغرب، قدّم هذا التيار ما يساعدها على ترسيخ هذا الأمر لدى أتباعها من خلال اقدام هذا التيار على جملة من العمليات الإرهابية ضد مصالح وأهداف دول غربية وفي مناطق ليست عربية كمهاجمة سفارتي ( أمريكا في كينيا وتنزانيا ) ومهاجمة المدمرة ” كول ” قِبالؑة سواحل اليمن، وجاءت أحداث برجي التجارة العالمي 2001 م لتخلق حالة من (الإسلاموفوبيا) لدى الغربيين إذ دفعت هذه الأحداث الشعوب إلى الاصطفاف وراء مقولة الخطر الإسلامي.۔واستخدام مصطلح ” هنتجتون ” لیصبح للغرب واقع للصراع الحضاري ۔۔ففی العصور الوسطي ارتکبت الکنیسة الأسبانیة بحق الإنسانیة أبشع أنواع الإرهاب والإضطهاد والقتل بعد إنهیار الدولة الإسلامیة فی الأندلس ۔ من القتل ضد المسلمین وکذلك ضد الیهود فی إشبلیة وقرطاجه ۔ وإجبارهم علی المعمدانیه الی النصرانیة وعدم السماح لهم بالعودة الی الدیار الإسلامیة لذلك تجدؑ أعداد کبیرة من الیهود فی المغرب الذین فروا من القتل فی الاندلس لیحتموا فی کنف العالم الإسلامي إبان الخلافة العثمانیة ۔۔ وکانت الحملات الصلیبیه التی ترفع الصلیب فی غزواتها علی العالم الاسلامی باسم الدین المسیحی والدین المسیحي برٸ من ذلك المعروف عنه ” المحبة ”
فمنذ سنوات عن أحداث باريس من ضرب مقر احدي مقر المجلات الصحفية بدآ يسترجع الفرنسيين ثقافتهم مع شخصية تثير الجدل هو الفيلسوف الفرنسي (فولتير ) الاسم المستعار لة صاحب فكرة التنوير وهو من اسباب الثورة الفرنسية رغم وفاتة قبل الثورة بقليل الذي وقف امام الكنيسة ضد الاضطهاد المذهبي لطائفة ” البروستانت “رغم انة من طائفة الكاثوليك ولكن وقف مع عائلة ادعي ان احد ابنائها ترك مذهبة الكاثوليكي
الي البروستانتي فتم محاكمة الآب وعندما علمت الكنيسة ان الخبر غير صريح وسوف تكون فضيحة للكنيسة
طلب فولتير اعادة المحاكمة وفضح النظام الكنائسي ، باسلوبة الساخر ..
ومن اقوالة المشهورة ..(قد اختلف معك في الرأي ولكن مُستعد لادفع حياتي ) ثمناً من اجل ان تقول رأيك …
هل نحتاج الي فلاسفة مثل ” ميكافيللي وفولتير ” لعصور الظلام التي تعيشها الامة الاسلامية ..بعد ان اصبح هناك طبقة عريضة في المجتمع الإسلامي .تساعد علي إلصاق التُهم الموجهة إلى الإسلام في صورة المذهب السني ..وهم غافلون عن ما ارتكبة الغرب في حق الانسانیة وفي الابادة الجماعية إبان حكم الكنيسة للمسيحيين البروستانت
وحروبهم الحديثة من قتل حوالي 50مليون في الحرب العالمية الثانية وحرب كوريا ، وفيتنام ،والابادة الجماعية لحوالي 23 مليون من الهنود الحمر ، وارتكاب مجازر في امريكا اللاتينية ، هل كان هناك دين إسلامي كانوا هم مع بعضهم وفي اليابان رغم هزيمة المانيا ، تم القاء قنبلتين علي ” اليابان ” ادت الي مقتل 200الف ، في دقائق اين كان الاسلام والمسلمون من هذه الجرائم امام اعداد فردية ترتكبها بعض الافراد باسم الإسلام ، في ظل حكومات إسلامية دكتاتورية ساعدت الغرب علي اتهام المسلمين والدين الإسلامي انة دين عنف رغم مرور 38 عاماً علي مجزرة (صبرا وشتيلا ) وجریمة قانا التی ارتکبت تحت علم الأمم المتحدة ۔ في لبنان عام 1982 في 15سبتمبر لايتذكرها احد من اصحاب الاقلام المؤجورة في عالمنا العربي الا بنشر مقالات عن الارهاب والإسلام ۔۔الیس مجازر بحق الشعب الفلسطیني وفی البوسنة فی سربنتشا ۔ الإرهاب ضد دولة کاملة وإحتلالها ۔
محمد سعد عبد اللطیف- کاتب مصري ۔وباحث فی الجغرافیا السیاسیة ۔۔۔ المقال أرسله الكاتب إلى مورينيوز